كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

الزجاج (¬1): أي نبين لك أحسنَ البيان، لا إلى القصة، ولو قيل: أحسن القصص، بكسر القاف على جمع قصة، قلنا (¬2) نحتاج أن نذكر لم قيل هذه القصة أحسن القصص؟.

وقوله تعالى {بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} قال الأخفش (¬3) والفراء (¬4) والكسائي والزجاج (¬5): أي بوحينا إليك هذا القرآن، كأنهم جعلوا (ما) (¬6) مع الفعل بمنزلة المصدر.
وقوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتَ} أي ما كنت من قبله، قال ابن عباس (¬7): يريد من قبل أن يوحى إليك، {لَمِنَ الْغَافِلِينَ} أي: إلا من الغافلين، كقوله {وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ} [الشعراء: 186] {وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} [البقرة: 198] قال ابن عباس (¬8): يريد لا علم لك بحديث يعقوب، ولا حديث ولده، وقال الزجاج (¬9): أي من الغافلين عن قصة يوسف وإخوته؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - إنما علم ذلك بالوحي.

4 - قوله تعالى {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ} قال ابن الأنباري (¬10): (إذ) صلة لفعل مضمر معناه: اذكر إذ قال يوسف لأبيه، واختلفوا في التاء التي في
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 88.
(¬2) في (ج): (كنا).
(¬3) "معاني القرآن" للأخفش 2/ 587، و"إعراب القرآن" للنحاس 2/ 120.
(¬4) "معاني القرآن" للفراء 2/ 31.
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 88.
(¬6) (ما) ساقطه من (ب).
(¬7) "تنوير المقباس" ص 146، و"زاد المسير" 4/ 179، والثعلبي 7/ 62 أ.
(¬8) "تنوير المقباس" ص 146.
(¬9) "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 3/ 88.
(¬10) "زاد المسير" 4/ 180.

الصفحة 10