كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

32 - قوله تعالى {فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} معنى اللوم في اللغة (¬1) الوصف بالقبيح، ونقيضه الحمد، قال المفسرون (¬2): (أرادت امرأة العزيز إظهار عذرها عند النسوة، بما يشاهدن من جمال يوسف) (¬3). فلما بهتن بالنظر إليه، وذهب عقولهن، وجعلن يقطعن أيديهن، قالت: {فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} قال ابن الأنباري (¬4): أشارت بذلك إلى يوسف بعد انصرافه من المجلس، يدل على هذا ما روي أن ابن عباس (¬5) قال: في قوله {فَذَلِكُنَّ} يريد فهو الذي لمتنني فيه، أي في حبه، والشغف به، ثم أقرتْ عندهنَّ فقالت: {وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} قال ابن عباس (¬6) والمفسرون (¬7) وأهل اللغة (¬8): فامتنع، ومعنى الاستعصام الامتناع بطلب العصمة، والعصمة سميت عصمة؛ لأنها تمنع من ارتكاب المعصية، قال الأصمعي (¬9): العصمة في كلام العرب المنع، وعصمة الله العبد، أن يمنعه مما يوبقه، واعتصم بالله، إذا امتنع به، واعتصم إذا امتنع وأبى،
¬__________
(¬1) "تهذيب اللغة" (لام) 4/ 3221، و"اللسان" (لوم) 7/ 4101.
(¬2) الطبري 12/ 209، الثعلبي 7/ 80 ب.
(¬3) ما بين المعقوفين مكرر في (أ).
(¬4) "زاد المسير" 4/ 219، الرازى 18/ 130.
(¬5) قال به الطبري 12/ 209.
(¬6) الطبري 12/ 210، وابن المنذر وابن أبي حاتم 7/ 2127، وأبو الشيخ كما في "الدر".
(¬7) الثعلبي 7/ 80 ب، البغوي 4/ 239، ابن عطية 7/ 501، "زاد المسير" 4/ 220، وأبو الشيخ كما في "الدر".
(¬8) "مشكل القرآن وغريبه" لابن قتيبة ص 1/ 255، و"معاني القرآن" للنحاس 3/ 423، و"اللسان" (عصم) 5/ 2976.
(¬9) "تهذيب اللغة" (عصم) 3/ 2466.

الصفحة 105