كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

بفتح التاء.
والوجه الآخر: أن هون اراد بـ يا ابتي، بالياء، ثم أبدل الياء بالألف، كما ذكرنا في قراءة من قرأ يا بني بفتح الياء (¬1)، فقال: يا أبتا، ثم حذف الألف كما تحذف الياء، فتبقى الفتحة دالة على الألف. كما أن الكسرة تبقى دالة على الياء, والدليل على قوة هذا الوجه كثيرة ما جاء من هذ الكلمة على هذا الوجه، كقوله (¬2):
وهل جَزعٌ إن قُلتُ وابِأْبَاهُما
ولذلك قال رؤبة (¬3):
وهي تُرَبِّي يابا وابْنَاهَا
وقال الأعشى (¬4)
ويا أبَتَا لا تزلْ عِنْدنا ... فإنَّا نَخَافُ بأن تُخْتَرَم
وقال رؤبة (¬5):
يا أبَتَا عَلَّك أو عَسَاكَا
¬__________
(¬1) هذ قراءة حفص عن عاصم في جميع المواضع، وقراءة أبي بكر عن عاصم بالفتح في هود {يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا}. انظر: "السبعة" (333)، و"إتحاف" ص 262.
(¬2) البيت سبق تخريجه.
(¬3) روايته في الديوان: (فهي ترثي باب ..) وبعد: (إن تميمًا خلقت ملموما). انظر: ملحق "ديوانه" ص185 "المفصل" 2/ 12، وبلا نسبة في "الإعراب" (51)، و"الإنصاف" 403، و"مجاز القرآن" 2/ 71، 76.
(¬4) "ديوانه" ص 200, تخترم: يقال اخترمه الموت: أخذه. وانظر: "شرح التسهيل" 3/ 406، و"الدر المصون" 6/ 432.
(¬5) سبق تخريجه.

الصفحة 14