كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

وهذا معنى قول (¬1) الفراء (¬2) والزجاج (¬3).
وذكر صاحب النظم أنه يجوز أن يكون أحدهما من الرؤية والآخر من الرؤيا، وقوله {رَأَيْتُهُمْ} وهي مما لا يَفْهم ولا يُفهم وحسن ذلك؛ لأنه لما وصفها بالسجود صارت كأنها تعقل، فأخبر عنها كما يخبر عمن يعقل كما قال في صفة الأصنام {وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [الأعراف: 198] وقد مر، وكذلك قوله {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} [النمل: 18]، وهذا معنى قول الفراء (¬4) والزجاج (¬5).
وقيل في معنى سجودهم له قولان، أحدهما (¬6): أنه السجود المعروف على الحقيقة تكرمة له لا عبادة كسجود الملائكة لآدم، الثاني (¬7): أن السجود هاهنا بمعنى الخضوع كقوله (¬8):
¬__________
(¬1) قل ساقطة من (أ)، (ب)، (ج).
(¬2) لم أجده في مظانه، وانظر: "إعراب القرآن" للنحاس 2/ 123، و"التبيان" للعكبري ص 465، و"البحر المحيط" 5/ 280.
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 91.
(¬4) "معاني القرآن" 2/ 35.
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 91.
(¬6) قال به ابن زيد كما في الطبري 12/ 152، وابن الأنباري كما في "زاد المسير" 4/ 290، وبه قال الطبري 12/ 152.
(¬7) انظر البغوي 4/ 280.
(¬8) عجز بيت لزيد الخيل وصدره:
بجمل تضل البلق في حجراته
انظر: "الكامل" 1/ 358، و"الأغاني" 16/ 52، و"مجمع البيان" 1/ 141، الطبري 1/ 300، 1/ 365 وغير منسوب في "تأويل مشكل القرآن" ص 417، و"الصناعتين" 295، و"البحر المحيط" 1/ 51. ومعناه: تضل البلق في حجراته: لكثرته لا يرى فيه الأبلق، والأبلق مشهور المنظر لاختلاف لونه، وحجراته: نواحيه، وقوله: (ترى الأكم منه سجدًا للحوافر) لكثرة الجيش تطحن الأكم حتى تلصقها بالأرض.

الصفحة 19