كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

لَعِرْضٌ (¬1) من الأعْراضِ تَمْشِي حَمَامُه ... ويُضَحِي على أفْنَانِه الغِينِ يَهْتِفُ
أحبُّ إلى قَلْبِي مِنَ الدِّيَك رَنَّة ... وبابٍ إذا ما مَالَ للغَلْقِ يَصرِفُ
قال أراد: رؤية، فلما ترك الهمز أدغم على ما ذكرنا، وكل ما ذكرنا في الرؤيا (¬2) من كلام الفراء (¬3) والزجاج (¬4) وأبي علي (¬5).

وقوله تعالى: {فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا} أي: فيحتالوا في هلاكك؛ لأنهم يعلمون تأويلها فيحسدوك (¬6)، واللام في قوله {لَكَ} تأكيد للصلة، كقوله {لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} وقيل هي من صلة الكيد، على معنى: فيكيدوا كيدًا لك.
قال أهل المعاني (¬7): وهذا يدل على أنه قد كان لهم علم بالرؤيا وتعبيرها، وأن يعقوب قد علم منهم حسدًا له وبغضًا، فخافهم عليه.

6 - كذلك قوله {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ}. قال أبو إسحاق (¬8): موضع الكاف في (كذلك) النصب، المعنى: ومثل ما رأيت يجتبيك ربك، وعلى
¬__________
(¬1) في (ب) زيادة هن فيكون: (لغيرهن). وفي "معاني القرآن" 2/ 35: (لعرض من الأعراض).
(¬2) (في الرؤيا) ساقطة من (ب).
(¬3) "معاني القرآن" للفراء 2/ 35.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 3/ 92.
(¬5) "الحجة" لأبي علي الفارسي 4/ 398، وأغلب النقل السابق عنه.
(¬6) هذه عبارة الثعلبي 7/ 63 ب، و"مشكل القرآن وغريبه" ص 216، والقرطبي 9/ 122، والطبري 12/ 152.
(¬7) البغوي 4/ 213.
(¬8) "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 3/ 91.

الصفحة 22