كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

سليمان (¬1): ويتم نعمته عليك بإعلانك وتحقيق رؤياك كما أتم النعمة على أبيك إبراهيم، بإنجائه من النار، وعلى أبيك إسحاق بالسلامة من الذبح، والفداء، ونحو هذا قال عكرمة (¬2). وقال الكلبي (¬3): كما أتمها على أبويك بأن ثبتهما على الإسلام حتى ماتا عليه، وعلى هذا المراد بآل يعقوب، قال أبو بكر: يعني أهل دينه فوقع الآل على أهل الدين كقوله تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46] يعني أهل دين فرعون، قال قتادة (¬4) في هذه الآية: كل ذلك فعل الله به، اجتباه، واصطفاه، وعلمه من تأويل الأحاديث، وأتم النعمة عليه.
وقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ} يريد حيث يضع النبوة. قاله عطاء عن ابن عباس (¬5)، {حَكِيمٌ} في خلقه.

7 - قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ} قال المفسرون (¬6): يعني في خبر يوسف وإخوته وقصتهم، {آيَاتٌ} أي عبر وعزائم (¬7)، وقرأ ابن كثير (¬8) {ءَايَةٌ} كأنه (¬9) جعل شأنهم كله آية، ويقوي هذا ما روي أن في مصحف أبي (عبرة) (¬10).
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 150 ب.
(¬2) الطبري 12/ 154، والثعلبي 7/ 64 أ، و"زاد المسير" 4/ 182.
(¬3) "تنوير المقباس" ص 147.
(¬4) الطبري 12/ 154.
(¬5) "زاد المسير" 4/ 182.
(¬6) الثعلبي 7/ 64 أ، والبغوي 4/ 416، و"زاد المسير" 4/ 182.
(¬7) في (ج): (وعجائب)، الطبري 12/ 154، الثعلبي 7/ 64 أ.
(¬8) قرأ ابن كثير بالإفراد ووافقه ابن محيصن، والباقون بالجمع، انظر: "السبعة" 344، و"إتحاف" ص 262، و"الحجة" 4/ 396.
(¬9) في (ب): (كان).
(¬10) "البحر المحيط" 5/ 282.

الصفحة 26