كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

أبصار المتأملين، فالتوحيد أحصر وأدل على المعنى المطلوب، يدل على صحة التوحيد قراءةُ مجاهد (¬1) {في غيبة الجب}، انتهى كلامه.
وقال أبو علي (¬2): وجه قول من أفرد أن الجب لا يخلو من أن يكون له غيابة واحدة أو غيابات، فغيابة المفرد يجوز أن يعني به الجمع كما يعني به الواحد، ووجه قول من جمع، أنه يجوز أن يكون له غيابة واحدة فجعل كل جزء منه غيابة فجمع لذلك، كقولهم: (شابت مفارقه (¬3) وتغير ذو عثانين) ويجوز أن يكون للجب عدة غياب فجمع لذلك، والدليل على جواز الجمع فيه قول ابن أحمر (¬4):
ألا فالبِثَا شَهْرَيْن أو نِصْفَ ثالث ... إلى ذَاكُما (¬5) ما غَيّبتْني غَيَابِيَا
يريد جمع غيابة، فجمع مع أن ذا الغيابة واحد، واختلفوا في هذا الجب، فقال قتادة (¬6): في بئر بيت المقدس، وقال وهب (¬7): هو بأرض
¬__________
(¬1) "زاد المسير" 4/ 185، ونسبها إلى الحسن وقتادة ومجاهد، و"البحر المحيط" 5/ 284 ونسبها إلى الحسن.
(¬2) "الحجة" 4/ 400.
(¬3) في (أ)، (ب)، (ي): (مفاريقه)، والصواب ما أثبته كما في "الحجة".
(¬4) من قصيدة له في هجاء يزيد بن معاوية، انظر: "ديوانه" ص 171، و"المحتسب" 2/ 227 - 228، و"الخصائص" 2/ 460، وابن الشجري 3/ 75، 207، و"الإنصاف" ص 387، و"شواهد كتاب سيبويه" 129.
(¬5) (ما): ساقطة من (ج).
(¬6) الطبري 2/ 156، وعبد الرزاق 2/ 318، وابن أبي حاتم 7/ 2107 ب، وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور" 4/ 13، والثعلبي 7/ 64 ب، و"زاد المسير" 4/ 185، و"البحر المحيط" 5/ 284.
(¬7) الثعلبي 7/ 64 ب، و"زاد المسير" 4/ 185.

الصفحة 33