كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

ينسب إليه اللعب، على أن أبا عبيدة (¬1) فسَّر نرتع باللهو، فقال نرتع: نلهو، وهذه القراءة أبين من قراءة من قرأ (¬2) (نلعبْ) بالنون؛ لأنهم إنما سألوا إرسال يوسف ليتنفس بلعبه لا ليلعبوا هم.
وأما قول المفسرين فقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس (¬3): نرتع: نذهب ونجيء وننشط ونلعب ونلهو.
[وقال مقاتل بن سليمان (¬4): نرتع نفرح، ونلعب نتلاهى.
وقال مجاهد (¬5) وقتادة (¬6) نسعى وننبسط] (¬7) وقال أبو عبيدة (¬8): {نرتع ونلعب} معناه نلهو وننعم، قال: هو من القيد والرتعة، وقال غيره: نقم في المرتع، يقول بعضهم: نرتع نرعى إبلنا، وقال قوم: نرتع نأكل، واحتج يقول الشاعر (¬9):
ويُحَيِّينِي إذا لاقَيْتُه ... وإذا يخلو له لَحْمي رَتَعْ
¬__________
(¬1) "مجاز القرآن" 1/ 303.
(¬2) وهي قراءة أبي عمرو وابن عامر كما سبق.
(¬3) الطبري 2/ 158، ابن أبي حاتم 7/ 2108 أ، عن مجاهد، وانظر: "الدر" 4/ 13.
(¬4) "تفسير مقاتل" 151 أبنحوه.
(¬5) ابن أبي حاتم 7/ 2108 أ.
(¬6) الطبري 12/ 159، و"زاد المسير" 4/ 187، والقرطبي 9/ 139، وعبد الرزاق 2/ 318.
(¬7) ما بين المعقوفين ساقط من (أ)، (ج).
(¬8) "مجاز القرآن" 1/ 303.
(¬9) البيت لسويد بن أبي كاهل اليشكري من قصيدة في المفضليات: 190 - 202 تعد عن علي الشعر وأنفسه، وانظر "ديوانه" ص 31، و"الشعر والشعراء" ص 270 (384)، والرواية فيهما (حبيب لي إذا لاقيته ..)، وهو في "الخزانة" 2/ 547 كما هاهنا، و"الزاهر" 2/ 31، و"الدر المصون" 6/ 450، و"اللسان" (رتع) 3/ 1577.

الصفحة 38