كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

وقوله تعالى: {بِضَاعَةً} البضاعة: القطعة من المال تجعل للتجارة، من: بضعت الشيء، إذا قطعته، قال الزجاج (¬1): وبضاعة منصوب على الحال، كأنه قال: وأسروه جاعليه بضاعة، [وعلى القول الأول في أسروه، الجاعلون هم الوارده، جعلوه بضاعة على ما بينا وعلى القول الثاني الجاعلون إخوته، جعلوه بضاعة] (¬2) حيث باعوه كما تباع الضائع.
قال الله تعالى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} قال ابن عباس (¬3): يريد بيوسف (¬4).
قال أهل المعاني: هذه الآية بيان عما يوجبه حسن تدبير الله تعالى من التسبيب لنجاة من يشاء نجاته.

20 - قوله تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} قال ابن عباس (¬5) في رواية الكلبي: لما طرح يوسف في الجب وانصرفوا رجعوا بعد ثلاث، يتعرفون خبره، فلما لم يروه في الجب رأوا أثار السيارة اتبعوهم، فحين أبصروا يوسف قالوا: هذا عبدنا أبق منا، فقالوا: لهم فبيعوناه، فباعوه منهم باثنين وعشرين درهمًا، وهم أحد عشر، ونحو هذا قال مجاهد (¬6): باع يوسف إخوته باثنين وعشرين درهمًا.
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 98.
(¬2) ما بين المعقوفين ساقط من (ج).
(¬3) "تنوير المقباس" ص 147.
(¬4) في (ج): (يوسف). من غير باء.
(¬5) الرازي 18/ 107، ابن عطية 7/ 464 - 466.
(¬6) الطبري 12/ 173، وابن أبي حاتم 7/ 2116 أوابن المنذر وأبو الشيخ كما في "الدر" 4/ 18، و"زاد المسير" 4/ 197، والقرطبي 9/ 156، والبغوي 4/ 224، والثعلبي 7/ 68 ب.

الصفحة 54