كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

ويجوز أن تعود الكناية في قوله: {فِيهِ} إلى الثمن (¬1) والمعنى: أن إخوة يوسف كانوا من الزاهدين في الثمن إما لذاته، وإما لأن قصدهم تبعيد يوسف لا الثمن.
قال الزجاج (¬2): وقوله تعالى: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} (فيه) ليست من صلة الزاهدين؛ لأنها لو كانت من صلته ما جاز أن تقدم عليه، لا يجوز أن تقول: كانوا زيدًا من الضاربين؛ لأن زيدًا (¬3) من صلة الضاربين فلا يتقدم الموصول، وهذا في الظروف جائز؛ لأنها أقوى في حذف العامل من غيرها، والتقدير: كانوا زاهدين فيه من الزاهدين، ثم حذف زاهدين الأول؛ لأن العامل في الظروف كثيراً ما يحذف، هذا معنى قوله وبعض لفظه. وأكثر المفسرين (¬4) على ما ذكرنا في الآية أن إخوته باعوه.
وقال قتادة (¬5): باع يوسف الذين استخرجوه من البئر بعشرين درهمًا.
وقال محمد بن إسحاق (¬6): يقال: إن يوسف باعه إخوته، فربك أعلم إخوته باعوه أو السيارة (¬7)، وقيل: شروه هاهنا بمعنى اشتروه، أي: السيارة اشتروه من إخوته، وكانوا فيه من الزاهدين؛ لأنهم قالوا لهم: إنه عبد آبق.
¬__________
(¬1) "زاد المسير" 4/ 197.
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 98.
(¬3) في (أ)، (ب): (زبدٌ).
(¬4) الطبري 12/ 174، و"الدر المنثور" 4/ 18، والبغوي 4/ 225، و"زاد المسير" 4/ 196.
(¬5) عبد الرزاق 2/ 320، والطبري 12/ 173، و"زاد المسير" 4/ 196.
(¬6) الرازي 18/ 107.
(¬7) في (ب): (والسيارة).

الصفحة 58