كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

قال ابن عباس (¬1) في رواية الكلبي: اسم امرأة العزيز زليخا، وهو قول مقاتل (¬2)، وقال شعيب الجبائي (¬3): اسمها زليخة، وقال محمد بن إسحاق (¬4): اسمها راعيل.
وقوله تعالى: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} أي أكرمي منزله ومقامه عندك، من قولك: ثويت بالمكان، إذا أقمت به، ومصدره الثواء، يقال: ثوى يثوي (¬5) ثوًا. قال ابن عباس (¬6): يريد أكرميه ما كان عندك.
نحو هذا قال الزجاج (¬7) المعنى: أحسني إليه في طول مقامه عندنا، فالمثوى على هذا بمنزلة الظرف، كأنه قيل: أحسني إليه مدة مقامه عندنا، والمثوى على هذا مصدر، ومن المفسرين من يجعل المثوى الموضع الذي يقيم فيه، وهو قول قتادة (¬8) وابن جريج (¬9)، وعلى هذا أمر العزيز امرأته بإكرام مثواه، دون إكرام نفسه فقط، ومعنى الإكرام، إعطاء المراد على جهة الإعظام.
¬__________
(¬1) "تنوير المقباس" ص 148، و"زاد المسير" 4/ 198، والبغوي 4/ 225.
(¬2) "تفسير مقاتل" 152 ب، و"زاد المسير" 4/ 198.
(¬3) لم أجده في مظانه، وهذا القول هو قول مقاتل، وانظر: "زاد المسير" 4/ 198، الرازي 18/ 109، البغوي 4/ 225، القرطبي 9/ 158.
(¬4) الطبري 12/ 175، ابن أبي حاتم 7/ 2117 ب، وانظر: "الدر المنثور" 4/ 19، والثعلبي 7/ 69 أ، و"زاد المسير" 4/ 198.
(¬5) في (ج): (يثوى ثواء) وهو الصحيح كما في "تهذيب اللغة" 1/ 510.
(¬6) انظر: البغوي 4/ 225، و"زاد المسير" 4/ 198، والقرطبي 9/ 159.
(¬7) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 98.
(¬8) الطبري 12/ 175، الثعلبي 7/ 69 أ.
(¬9) الطبري 12/ 175، الثعلبي 7/ 69 أ.

الصفحة 60