كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

وقوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا} أي يكفينا -إذا بلغ وفهم الأمور (¬1) - بعض شؤوننا، {أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} قال ابن عباس (¬2): [وكان لا يولد له وكان حَصُورًا.
وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ} قال ابن عباس (¬3)] (¬4) يريد ملكناه في أرض مصر، قال الزجاج (¬5): أي: ومثل الذي وصفنا مكنا ليوسف في الأرض. وعلى هذا وجه التشبيه في {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا} أنه شبه التمكين له في الأرض بالتوفيق للأسباب التي صار بها إلى ما صار بالنجاة من الهلاك، والإخراج من البئر، يعني: وكما أنجيناه من إخوته حين هموا بقتله وإهلاكه، وأخرجناه من ظلمة البئر، مكنا له في الأرض حتى بلغ ما بلغ، قال ابن عباس (¬6) والمفسرون (¬7): يعني أرض مصر.
وقوله تعالى: {وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} اختلفوا في هذه الواو، فقال أكثرهم (¬8): إنها مستأنفة وخبرها مضمر على تقدير: ولنعلمه من تأويل الأحاديث فعلنا ذلك، أو مكنا له في الأرض، كقوله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ
¬__________
(¬1) هذه عبارة الثعلبي 7/ 69 أ.
(¬2) القرطبي 9/ 160، ابن عطية 7/ 468.
(¬3) "تنوير المقباس" ص 148، و "زاد المسير" 4/ 198.
(¬4) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 99.
(¬6) "تنوير المقباس" ص 148.
(¬7) الطبري 12/ 176، البغوي 2/ 417، الرازي 18/ 109، "زاد المسير" 4/ 198، الثعلبي 7/ 69 ب.
(¬8) انظر: "زاد المسير" 4/ 198.

الصفحة 61