كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

66 - قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ} قال المفضل: أي: أوحينا إليه وألهمناه (¬1)، وقال بعضهم: وفرغنا إلى لوط من ذلك الأمر (¬2)، يقال. قضيت الأمر، إذا فرغت منه وأتممته، وقد ذكرنا ذلك في قوله: {وَإِذَا قَضَى أَمْرًا} في سورة البقرة (¬3)، وقال ابن قتيبة: أي أخبرناه (¬4).
وقال صاحب النظم: أي فرغنا منه (¬5)، كقوله {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ} [يونس: 71] وقد مرّ، ويقال: إن معنى {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ}: من الخبر؛ كقوله: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ في الْكِتَابِ} [الإسراء: 4] أي: أخبرناهم به.
وقوله تعالى: {ذَلِكَ الْأَمْرَ} أي: الأمر الذي أعلمناه إبراهيم أنّا نهلكهم، في قوله: {إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ}، فأومأ في قصة لوط إلى ما أخبر به إبراهيم من إهلاك قوم لوط، ثم ترجم قوله: {ذَلِكَ الْأَمْرَ} بقوله: {أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ} قال الزجاج: موضع (أن) نصب، وهو بدل من قوله: {ذَلِكَ الْأَمْرَ} لأنه فَسّر الأمر بقوله: {أَنَّ دَابِرَ} (¬6) المعنى: وقضينا إليه أن دابر هؤلاء مقطوع، ونحو هذا قال الفراء والكسائي (¬7).
¬__________
(¬1) لم أقف عليه منسوبًا إليه، وأخرجه الطبري منسوبًا إلى ابن زيد 14/ 43، وورد غير منسوب في: "تفسير السمرقندي" 2/ 222، والماوردي 3/ 165، وأبي حيان 5/ 461، وأبي السعود 5/ 84، والشوكاني 3/ 194.
(¬2) ورد بنصه في: "تفسير الطبري" 14/ 42، والثعلبي 2/ 149 ب.
(¬3) آية: [117]، وانظر: "البسيط" [النسخة الأزهرية] 1/ 83 أ.
(¬4) "الغريب" لابن قتيبة ص 238 بلفظه.
(¬5) ورد غير منسوب في "تفسير الخازن" 3/ 99.
(¬6) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 182 بتصرف يسير.
(¬7) "معاني القرآن" للفراء 2/ 90 بمعناه، ولم أقف عليه منسوباً إلى الكسائي.

الصفحة 627