كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

لأنه يجوز أن يعلمه من أطلعه الله عليه من نبي أو ولي، والأولى أن يقال: ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن قدر الله غالب، وأن مشيئته نافذة في المرادات.

22 - قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} قال أبو عبيدة (¬1): [العرب تقول: بلغ فلانٌ أشُدَّه] (¬2) إذا انتهى منتهاه في شبا (¬3) وقوته، قبل أن يأخذ في النقصان، ليس له واحد من لفظه، يستغنون بها في الواحد والجميع، قالوا: بلغ أشده وبلغوا أشدهم، وقال يونس (¬4): واحدها شُد، مثل قولهم: فلان ودي، والجميع أودي، وأنشد للنابغة (¬5):
إني كأني لَدَى النُّعْمَان حَدّثَه ... بَعْضُ الأوُدِّ حَدِيثاً غَيْرَ مَكْذُوبِ
وقد ذكرنا الكلام في الأشد مستقصى في سورة الأنعام عند قوله: {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} (¬6).
وأما التفسير: فروى ابن جريج، عن مجاهد، عن ابن عباس (¬7): {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} قال: ثلاثًا وثلاثين سنة.
¬__________
(¬1) "مجاز القرآن" 1/ 305.
(¬2) ما بين المعقوفين ساقط من (أ)، (ج).
(¬3) في (ب): (شأنه) قلت لعلها شبابه، وهو كذلك في "مجاز القرآن" 1/ 305.
(¬4) "تهذيب اللغة" (شُد) 2/ 1843 عن الفراء.
(¬5) "ديوانه" ص 35، و"اللسان" (ودد) 8/ 4794، و"تهذيب اللغة" 4/ 3858، و"جمهرة اللغة" (115)، و"تاج العروس" (ودد) 5/ 306، وروى بلفظ (خبره).
(¬6) الأنعام (152) وقد نقل هناك عن جماعة من أهل اللغة في بيان معنى الأشد، خلاصة ما ذكروه أنه بمعنى القوة والجلادة، ومبلغ الرجل الحنكة والمعرفة.
(¬7) الطبري 12/ 177 قال: بضعًا وثلاثين. وقد أخرجه سعيد بن منصور وابن أبي حاتم 7/ 2118 أ، وابن الأنباري في كتاب: "الأضداد" والطبراني في "الأوسط" وابن مردويه كما في "الدر" 4/ 20، والرازي 18/ 110، و"زاد المسير" 4/ 200.

الصفحة 63