كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

نهيناك أن تكلمنا في أحد من الناس إذا قصدناه بالفاحشة، فيكون التقدير على هذا المعنى: أولم ننهك عن منع العالمين أو حفظهم أو حمايتهم، فقال لهم لوط:

71 - {هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} قال أبو إسحاق معناه: إن كنتم مريدين لهذا الشَّأن (¬1)؛ يعني اللذة وقضاء الوطر فعليكم بالتزويج ببناتي (¬2)، قال قتادة: أراد أن يقي أضيافه ببناته (¬3)، وذكرنا الكلام في هذا مستقصى في سورة هود (¬4).
قال الحسن وقتادة: هؤلاء بناتي تزوجوهن (¬5)، {إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} كناية عن الجماع.

72 - قوله تعالى: {لَعَمْرُكَ} العَمْر والعُمْر واحد، وسمي الرجل عمر إيغالًا أن يبقى (¬6)، ومنه قول ابن أحمر:
¬__________
(¬1) في جميع النسخ: البنتان، والتصويب من المصدر.
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 183 بتصرف يسير.
(¬3) "أخرجه الطبري" 14/ 44 بنصه، وورد في "تفسير الثعلبي" 2/ 149 ب بنصه، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/ 192 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. ويلزم من هذا القول جواز زواج الكافر من المؤمنة - في شرعه؛ كما كان جائزًا في بداية الإسلام حتى نسخ بآية الممتحنة [10]،، وقيل عرضهن عليهم شريطة الإسلام قبل عقد النكاح، وقيل قصد بنات أمته؛ لأن النبىّ كالوالد لأمته، وهو قول مجاهد؛ ذكره معظم المفسرين.
(¬4) آية [78].
(¬5) ورد في "تفسير الطوسي" 6/ 347 بلفظه عنهما.
(¬6) "تهذيب اللغة" "عمر" 3/ 2565 بنحوه، وانظر: (عمر) في: "التاج" 7/ 258 وعزاه للمحكم، ولم أجده في بابه.

الصفحة 630