كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

وقال قتادة في قوله: {لَعَمْرُكَ} كلمة من كلام العرب (¬1)، (يقولون في الإكرام والتبجيل، قال أبو إسحاق: ولستُ أُحِبُ هذا التفسير؛ لأن قوله: كلمة من كلام العرب) (¬2) لا فائدة فيه؛ لأن القرآن كله من كلام العرب فلابد أن يقال ما معناها (¬3)، وحكى أبو الهيثم أن النحويين يقولون في قوله: {لَعَمْرُكَ}: لَدِينُك الذي تعمر، وأنشد (¬4):
أيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيَّا سُهَيْلًا ........... عَمْرَكَ اللهَ كيفَ يَلْتَقِيَانِ (¬5)
قال عَمْرك اللهَ، أي عبادتك الله (¬6).
وقال ابن الأعرابي: عَمَرتُ ربي، أي: عبدته، وفلان عامر لربه، أي: عابد، قال: ويقال تركت فلانا يَعْمُر ربه، أي: يعبده (¬7)، فعلى هذا
¬__________
(¬1) أخرجه الطبري 14/ 44 بنصه، وورد بنصه غير منسوب في "تفسير مقاتل" 1/ 198 أ.
(¬2) ما بين القوسين ساقط من (أ)، (د).
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 183 بنصه.
(¬4) البيت لعمر بن أبي ربيعة (ت 93 هـ).
(¬5) "ديوانه" ص 438، وورد في "الشعر والشعراء" 374 وفيه (يجتمعان) بدل: يلتقيان، "الأغاني" 1/ 232، "الصحاح" (عمر) 2/ 756، "أمالي ابن الشجري" 2/ 108، "الروض الأنف" 3/ 135، "شرح المفصل" 9/ 91 (عجز)، "اللسان" (عمر) 5/ 3100 برواية: (يجتمعان)، "الخزانة" 2/ 28، وورد غير منسوب في:
"المقتضب" 2/ 329، القرطبي 10/ 41، وأبي حيان 5/ 462، والألوسي 14/ 73، (كيف يلتقيان): استفهام إنكاري تعجبي من تزويج الثري بنت علي بن عبد الحارث -وكانت مشهورة بالحسن والجمال- بسهيل بن عبد الرحمن الزهري - وكان معروفًا بقبح منظره.
(¬6) "تهذيب اللغة" (عمر) 3/ 2564 بنصه، وانظر: (عمر) في "اللسان" 5/ 3100، و"التاج" 7/ 258.
(¬7) "تهذيب اللغة" (عمر) 3/ 2565 بنصه، "المحكم" 2/ 108، "اللسان" 5/ 3102.

الصفحة 633