كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

73 - قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ} يعني صيحة العذاب، قال المفسرون: صاح بهم جبريل صيحة أهلكتهم (¬1)، وقال أهل المعاني: ويجوز أن يكون جاءهم صوت عظيم من فعل الله عَزَّ وَجَلَّ (¬2).
وقوله تعالى: {مُشْرِقِينَ} يقال: شَرَق الشَّارقُ يُشْرِق شُروقًا، لكل ما طلع من جانب الشَّرق، ومنه قولهم: ما ذَرَّ شارقٌ (¬3)، أي طلع طالع، فيدخل في هذا: الفجر والكواكب والشمس والقمر، وأشرق له معان: أشرقت الشمس؛ إذا أضاءت بعد طلوعها، وأشرقت الأرض بضوء الشمس، أضاءت، ومنه أَشْرِقْ ثَبِيْرُ (¬4)، وأشرق القوم: دخلوا في وقت شروق الشمس (¬5)؛ مثل صَبَّحوا وأَمْسَوا، والمفسرون على هذا في قوله:
¬__________
(¬1) ورد بنحوه في "تفسير مقاتل" 1/ 198 "تفسير السمرقندي" 2/ 223، "تفسير ابن الجوزي" 4/ 409، الفخر الرازي 19/ 203، وأبي حيان 5/ 462، والشوكاني 3/ 198، والألوسي 14/ 74، وصديق خان 7/ 187.
(¬2) انظر: "تفسير الطوسي" 6/ 348 بنصه.
(¬3) مثل عربي، وورد برواية: (لا أفعل ذلك ماذَرَّ شارق)، وبرواية: (لا آتيك ما ذرَّ شارقٌ)، ومعناه: لا أفعله أبدًا، أو لا آتيك أبداً. انظر: "الألفاظ الكتابية" ص 186، "جمهرة اللغة" 2/ 731، "جمهرة الأمثال" 2/ 282، "مجمل اللغة" 1/ 527، "الصحاح" (شرق) 4/ 1500، "المستقصى" 2/ 248، "اللسان" (شرق) 4/ 2245.
(¬4) ثبير: جبل بمكة، وهذا مثل يضرب في الإسراع والعجلة، ونصه: (أشرق ثَبِيْرُ كَيْمَا نُغِير)، والمعنى: ادخُلْ يا ثبير في الشروق كي نُسرع إلى الإغارة. انظر: "المحيط في اللغة" (شرق) 5/ 235، "مجمع الأمثال" 1/ 362، "المحكم"، (شرق) 6/ 102 "المستقصى" 1/ 205، "اللسان" (ثبر) 1/ 470، (شرق) 4/ 2246.
(¬5) انظر: (شرق) في "جمهرة اللغة" 2/ 731، "المحيط في اللغة" 5/ 234، "مجمل اللغة" 1/ 527، "الصحاح" 4/ 1501، "المحكم" 6/ 101، "اللسان" 4/ 2244.

الصفحة 636