كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

{مُشْرِقِينَ} قالوا: داخلين في الإشراق (¬1).
وقال الزجاج: مصادفين لطلوع الشمس (¬2).
فإن قيل: أليس قد قال: {أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ} فوعدهم العذاب في وقت الصبح، وهاهنا قال: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ}؟ قيل إن جماعة من أهل المعاني قالوا في معنى {مُشْرِقِينَ}: مصبحين؛ لأنهم داخلون في شروق الفجر، وهو شارق، وأما على قول المفسرين فيقال: إن أول العذاب كان مع طلوع الفجر، ثم امتد ذلك إلى وقت شروق الشمس، فكان تمام الهلاك مع الإشراق.

74 - قوله تعالى: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا} آخر الآية، مفسَّر في سورة هود [آية: 82].
75 - قوله تعالى: {لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} يقال: توسمت في فلان خيرًا، إذا رأيت فيه أثرًا منه، وتوسمت فيه الخير أي تَفَرَّست (¬3).
واختلفت عبارة المفسرين وأهل المعاني في تفسير المتوسمين، فقال ابن عباس في رواية عطاء: للمتفرسين (¬4)، وهو قول مجاهد (¬5)
¬__________
(¬1) انظر: "معاني القرآن" للنحاس 4/ 35، و"تفسبر السمرقندي" 2/ 223، والثعلبي 2/ 150 أ، والطوسي 6/ 348، و"تفسير البغوي" 4/ 386، والزمخشري 2/ 318، وابن عطية 8/ 341، والفخر الرازي 19/ 203، و"عمدة الحفاظ" 2/ 304.
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 184 بنصه.
(¬3) "تهذيب اللغة" (وسم) 4/ 3893 بنصه.
(¬4) ذكره في الوسيط، تحقيق: سيسي 2/ 365، "تنوير المقباس" ص 280، وورد غير منسوب في "تفسير هود" 2/ 353.
(¬5) "تفسير مجاهد" 1/ 342 بلفظه، وأخرجه الطبري 14/ 45 بلفظه من عدة طرق، وورد في "معاني القرآن" للنحاس 4/ 35، و"تفسير السمرقندي" 2/ 223، والثعلبي 2/ 150 أ، والماوردي 3/ 167، والطوسي 6/ 349، و"تفسير البغوي" =

الصفحة 637