كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

وأنشد لزهير:
وفيهنّ مَلْهًى للَّطِيفِ ومنظَرٌ ... أنيقٌ لعَيْنِ النَّاظرِ المُتَوسِّمِ (¬1)
قال أبو إسحاق: وحقيقته في اللغة؛ المتوسمون النُظَّارُ المُتَثبِّتون في نظرهم حتى يعرفوا حقيقة سمة الشيء، فالمتوسم: الناظر في السمة الدالة، تقول توَسَّمْتُ في فلان، أي: عرفت ذلك فيه بالنظر (¬2).

76 - قوله تعالى: {وَإِنَّهَا} يعني مدينة قوم لوط، وقد سبق ذكرها في قوله: {وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ} [الحجر: 67].
وقوله تعالى: {لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ} قال ابن عباس: على طريق قومك إلى الشام (¬3)، يريد لبسبيل معروف، وقال قتادة ومجاهد والضحاك: بطريق واضح (¬4)، ومعناه: طريق لا يَنْدَّرس ولا يخفى، فهو طريق مقيم
¬__________
(¬1) "شرح ديوان زهير" ص 37، وورد في: "شرح القصائد السبع الطوال" ص 252، وورد برواية: (للصديق) بدل (للطيف) في "تفسير الماوردي" 3/ 167، و"أشعار الشعراء الستة الجاهليين" 1/ 280، و"تفسير القرطبي" 10/ 43. (ملهى) اللهو أو موضعه، (اللطيف) يعني نفسه، يتلطف في الوصول إليهن، (أنيق) المعجِب، (المتوسم) المتثبت، وقيل: الناظر الذي يتفرّس في نظره، كأنه يطلب شيئًا من سِمته، يعرفها به، والوسامة: الحُسن.
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 184 بتصرف يسير.
(¬3) "تفسير ابن الجوزي" 4/ 410، وورد غير منسوب في "تفسير القرطبي" 10/ 45، وهو قول مقاتل 1/ 198 أ.
(¬4) أخرجه عبد الرزاق 2/ 349 بلفظه عن قتادة، والطبري 14/ 47 بلفظه عن قتادة، وبنحوه عن مجاهد والضحاك، وورد بنحوه في "معاني القرآن" للنحاس 4/ 36، و"تفسير هود الهواري" 2/ 354، و"تفسير ابن الجوزي" 4/ 410، عن قتادة، الخازن 3/ 100 عن مجاهد، وأبي حيان 5/ 463 عن مجاهد وقتادة، وابن كثير 2/ 611 عنهم، و"الدر المنثور" 4/ 193 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد.

الصفحة 639