كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

للسابلة (¬1) والمارة، ومعنى الآية: أن الاعتبار بها ممكن لأن الآثار التي يُسْتَدل بها مقيمة ثابتة بها.

77 - قوله تعالى: {إِنَّ في ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ} قال ابن عباس: لعبرةً للمصدقين (¬2)، يريد أن أصحاب النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- اعتبروا وصدقوا.
78 - قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ} قال المفسرون: هم قوم شعيب (¬3) كانوا أصحابَ غِيَاض (¬4) فكذبوا شعيبًا فأهلكوا بعذاب يوم الظلة، وقد ذُكرتْ قصتهم في سورة الشعراء (¬5)، والأيْك الشجر الملتف، يقال: أيْكة وأيْك، كشجرة وشجر (¬6).
قال ابن عباس: الأيك هو شجر المُقْل، وهي التي يقال لها الدَّوْم (¬7).
¬__________
(¬1) السّابِلَةُ: الطريق المسلوكة، والناس المختلفون عليها في حوائجهم. انظر: (سبل) في: "تهذيب اللغة" 2/ 1622، "المعجم الوسيط" 1/ 414.
(¬2) وهو قول مقاتل 1/ 198 أبنصه.
(¬3) انظر: "تفسير مقاتل" 198ب، والطبري 14/ 48 عن ابن جريج، و"تفسير السمرقندي" 2/ 223، والثعلبي 2/ 150 أ، والماوردي 3/ 168، والطوسي 6/ 350، و"تفسير البغوي" 4/ 388، والزمخشري 2/ 318، وابن الجوزي 4/ 410.
(¬4) جمع غيْضَة؛ أي الأجَمَة: وهي مجتمع الشجر في مغيض ماء. [المغيض: مصدر، اسم مكان، انظر: "جمهرة اللغة" 2/ 957، "الصحاح" (غيض) 3/ 1097.
(¬5) الآيات: [176 - 189].
(¬6) انظر: "جمهرة اللغة" 3/ 1294، "تهذيب اللغة" (أيك) 1/ 239، "عمدة الحفاظ" 1/ 162، "المصباح المنير" ص13.
(¬7) "تفسير الفخر الرازي" 19/ 204، وورد غير منسوب بنحوه في "تفسير مقاتل" 1/ 198ب، والثعلبي 2/ 155 أ، والماوردي 3/ 168، و"تفسير البغوي" 4/ 388، وأخرج الطبري عن ابن عباس قال: الأيكة ذات آجام -جمع أجَمَة- وشجر كانوا فيها. "تفسير الطبري" 14/ 48، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/ 193 وزاد نبته إلى ابن المنذر.

الصفحة 640