كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

فكأنه كذَّب جميع الأنبياء؛ لأنهم مبعوثون بدين واحد، ولا يجوز التفريق بينهم بالتصديق، فعلى هذا يحسن وصفهم بتكذيب المرسلين (¬1).

81 - قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا} قال ابن عباس: يريد الناقة، فكأن في الناقة آيات؛ لخروجها من الصخرة، ودُنُوِّ نِتَاجِها عند خروجها، وعِظَم خلقها؛ حتى لم تشبها ناقة أخرى، وكثرة لبنها؛ حتى كان يكفيهم جميعًا، إلى غير ذلك مما فيها من الآيات (¬2)، وأضاف الإيتاء إليهم وإن كانت الناقة آية لصالح؛ لأنها آيات رسولهم، فلو صدقوا بها كانت آيات لهم على من خالفهم.
82 - وقوله تعالى: {وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا} قد ذكرنا نحتهم للجبال في سورة الأعراف (¬3).
وقوله تعالى: {آمِنِينَ} قال ابن عباس: يريد من عذاب الله (¬4)، وقال الفراء وابن قتيبة: آمنين أن يقع عليهم (¬5).
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" 4/ 389، والزمخشري 2/ 318، وابن عطية 8/ 348، وابن الجوزي 4/ 411، و"تفسير القرطبي" 10/ 46، وابن كثير 2/ 612، والبقاعي 4/ 233، وأبي السعود 5/ 87، صديق خان 7/ 191.
(¬2) انظر: "تفسير ابن الجوزي" 4/ 411، و"تنوير المقباس" ص280، وورد غير منسوب في "تفسير مقاتل" 1/ 198 ب، والثعلبي 2/ 150 أ، و"تفسير البغوي" 4/ 389، والفخر الرازي 19/ 205، و"تفسير القرطبي" 10/ 53، والخازن 3/ 101.
(¬3) آية: [74].
(¬4) "تنوير المقباس" ص 280، وورد غير منسوب في "تفسير السمرقندي" 2/ 224، والماوردي 3/ 169، والطوسي 6/ 351، والزمخشري 2/ 318، وابن الجوزي 4/ 412، والفخر الرازي 19/ 205، و"تفسير القرطبي" 10/ 53.
(¬5) "معاني القرآن" للفراء 2/ 91 بمعناه، "الغريب" لابن قتيبة 1/ 241 بلفظه.

الصفحة 643