كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

وقال أبو إسحاق: لأنه يثنى بها في كل ركعة مع ما يقرأ من القرآن (¬1)، قال أبو الهيثم أي يجعل اثنين، من قولك: ثَنَيْتُ الشيء ثنيًا؛ أي: عطفته أو ضممت إليه آخر (¬2)، ومنه يقال لركبتي الدابة ومرفقيه: مثاني؛ لأنها تثنى بالفخذ والعضد (¬3)، قال امرؤ القيس:
ويَخْدِي على صُمٍّ صِلاَبٍ مَلاَطِسٍ ... شَدِيداتِ عَقْدٍ لَيِّناتِ مَثَانِي (¬4)
ومثاني الوادي مجانبُه ومعاطفُه (¬5)، فالفاتحة وآياتها مثاني؛ لأنها تُثَنَّى في كل صلاة بإعادتها في كل ركعة على قول الأكثرين، وعلى ما قال الزجاج: تثنى بغيرها مما يقرأ معها (¬6)، (وقال بعض أهل المعاني: آيات
¬__________
= الربيع، وابن كثير 2/ 613 عن قتادة، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/ 196 وزاد نسبته إلى البيهقي في الشعب عن ابن عباس [لم أقف عليه]، وزاد نسبته -أيضاً- إلى ابن الضريس عن قتادة.
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 185 بنصه.
(¬2) لم أقف عليه منسوبًا إليه.
وانظر: (ني) في: "الصحاح" 6/ 2294، "اللسان" 1/ 511، "عمدة الحفاظ" 1/ 333.
(¬3) ورد في "تهذيب اللغة" (ثنى) 1/ 507 بنحوه.
(¬4) "ديوانه" ص 166، وفيه: (وَيرْدي) بدل (ويَخدي)، (عفر) بدل (عقد)، و (مثان) بدون ياء.
وورد في: "تهذيب اللغة" (ثنى) 1/ 507، "اللسان" (ثنى) 1/ 516. (ويخدي) من الوخدان، وهو ضرب من السير، (صم صلاب) حوافر صلبة مصمتة، (ملاطس) معاول، شبههما بها لأنها تكسر ما تقع عليه من حجر وغيره، (شديدات عقد): يريد أن حوافره شديدات عقد الأرساغ، (المثاني) المفاصل.
(¬5) ورد في "تهذيب اللغة" (ثنى) 1/ 507 بنصه.
(¬6) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 185 بنحوه.

الصفحة 648