كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

ذلك؛ يعني أصناف الكفار من المشركين واليهود وغيرهم، وقال المفضل: {أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} أي رجالا ونساءً أغنيناهم، فلا تمدنّ عينيك إلى ما أعطيناهم (¬1).
وقوله تعالى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} قال ابن عباس: يريد على ما فاتك من الدنيا، قال أهل المعاني: معناه: لا تحزن لما أنعمت عليهم دونك، وقال الحسن: لا تحزن عليهم بما يصيرون إليه من العذاب بكفرهم (¬2)، ونحو هذا قال الكلبي: لا تحزن على كفار قريش إن لم يؤمنوا ونزل بهم العذاب (¬3)، ثم نزل يوم بدر.
وقوله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} الخفض معناه في اللغة: نقيض الرفع، ومنه قوله تعالى في صفة القيامة: {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} [الواقعة: 3] أي: أنها تخفض أهلَ المعاصي وترفع أهلَ الطاعة (¬4)، فالخفض معناه الوضع، والجناح من الإنسان يده، قال الليث: يد الإنسان جناحاه (¬5)، ومنه قوله: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ} [القصص: 32] والعرب تقول: فلان خافض الجناح، وخافض الطير، إذا كان وقورًا ساكنًا (¬6) ومعنى الآية: كأنه يقول لِن واسْكُنْ لهم.
¬__________
(¬1) لم أقف عليه.
(¬2) ورد بنحوه غير منسوب في "تفسير الماوردي" 3/ 171، "تفسير القرطبي" 10/ 57.
(¬3) انظر: تفسيره "الوسيط"، تحقيق: سيسي 2/ 370 بنصه، وورد بنحوه غير منسوب في "تفسير السمرقندي" 2/ 225، وابن الجوزي 4/ 416.
(¬4) انظر: "تهذيب اللغة" "خفض" 1/ 1066 بنصه.
(¬5) "تفسير الفخر الرازي" 19/ 211.
(¬6) ورد في "تهذيب اللغة" (خفض) 1/ 1066 بنصه، وانظر: "تفسير القرطبي" 10/ 57.

الصفحة 657