كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

قال ابن عباس: يقول: ألِن لهم الموعظة وارفق بهم ولا تغلظ عليهم (¬1).
وقال الزجاج: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ}: ألِن جانبك (¬2)، ونحوه قال المفضل (¬3)، فعلى هذا جناح الإنسان جانبه، ومنه قوله: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ} [طه: 22] والعرب تقول: فلان لين الجانب، إذا كان سهل الخلق منبسطًا، كما تقول في ضده: فلان منيع الجانب، ومنه قوله: {وَنَأَى بِجَانِبِهِ} [فصلت: 51]

89 - قوله تعالى: {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ} قال ابن عباس: يريد أُنذركم سطواتِ اللهِ وسخطه وعذابه، وأبين لكم ما يقربكم إلى الله ويبعدكم من الله.
90 - {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ} اختلفوا في المقتسمين من هم؟ فقال ابن عباس في رواية عطاء: هم الذين اقتسموا طرق مكة يصدون الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والإيمان به، وهم ما بين ثمانية وثلاثين إلى الأربعين (¬4)، وقال مقاتل بن سليمان: كانوا ستة عشر رجلاً بعثهم الوليد بن المغيرة أيام الموسم فاقتسموا عِقابَ (¬5) مكة وطرقها، يقولون لمن سلكها: لا تغتروا
¬__________
(¬1) انظر: تفسيره "الوسيط"، تحقيق: سيسي 2/ 370 بنحوه، وابن الجوزي 4/ 416، و"تنوير المقباس" ص 281 بنحوه، وورد بنحوه غير منسوب في "تفسير مقاتل" 1/ 199 أ، والطبري 14/ 61، والثعلبى 2/ 152 أ.
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 186 بلفظه.
(¬3) لم أقف عليه.
(¬4) "تفسير الفخر الرازي" 19/ 211.
(¬5) العَقَبَة: طريق وعر في الجبل، والجمع عَقَب وعِقاب. انظر: (عقب) في "جمهرة اللغة" 1/ 364، "المحيط في اللغة" 1/ 197.

الصفحة 658