كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

وقوله تعالى: {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ} أي أغلقتها، وأصل (¬1) هذا من قولهم في كل شيء نَشَبَ في شيء فلزمه: قد غلق، يقال: غلق في الباطل، وغلق في غضبه، ومنه: غلق الذهن، ثم يعدّى ما بالألف فيقال: أغلق الباب، إذا جعله بحيث يعسر فتحه، واغلاق القاتل إسلامه إلى ولي المقتول، وذلك أنه صبر بحيث لا يفك منه بعد ذلك، وقد نشب في حيث لا منجا له (¬2)، قال المفسرون (¬3): وإنما قال (غَلَّقت) على التكثير؛ لأنها غلقت سبعة أبواب ثم دعته إلى نفسها.
وقوله تعالى: {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} هيت: اسم للفعل نحو: رويد، وصه، ومه، وبابه، ومعناه: هلم في قول جميع أهل اللغة (¬4)، قال الفراء: ولا مصدر له ولا تصرف، قال الأخفش: هيت لك، مفتوحة الهاء والتاء معناها: هلم، ويجوز كسر التاء ورفعه، وكسر بعضهم الهاء وفتح التاء، كل ذلك بمعنى واحد، قال أبو الفضل المنذري: أفادني ابن اليزيدي (¬5) عن أبي زيد قال: هيت لك بالعبرانية هيتا لج (¬6) أي: تعاله، أعربه (¬7) القرآن.
¬__________
(¬1) "تهذيب اللغة" (غلق) 3/ 2686.
(¬2) انظر: "تهذيب اللغة" 3/ 2686، و"لسان العرب" 6/ 3283.
(¬3) الثعلبي 7/ 71 أ، الطبري 12/ 179، البغوي 4/ 227.
(¬4) "تهذيب اللغة" 4/ 3816 (هيت)، و"لسان العرب" 8/ 4732 (هيت)، و"مجاز القرآن" 1/ 305.
(¬5) ابن اليزيدي هو: أبو جعفر أحمد بن محمد اليزيدي، كان متقنًا للعلوم، رواية للشعر والأخبار، شاعرًا، توفي قبل سنة 260 هـ. انظر: "تاريخ العلماء النحويين" ص 225.
(¬6) في (أ)، (ب): (هنالخ) والصحيح ما أثبته كما في "تهذيب اللغة" 4/ 3816.
(¬7) في (ج): (إعرابه).

الصفحة 66