كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

ينبغي أن يكون مأخوذًا من قولهم: هيت لك، كما أن قولهم: أفف، مأخوذ من أف، وجعلوها بمنزلة الأصوات لموافقتها لها في البناء، فاشتقوا منها كما يشتقون الأصوات نحو: دع دع، وسبح، إذا قال: سبحان الله، ولبَّا إذا قال: لبيك، قال: ومثل هذه الكلمة في أن الأخير قد جازت فيه الحركات لالتقاء الساكنين قولهم: كان في الأمر ذَيْتُ وذْيتَ وذيْتِ، قال: و (لك) في قوله {هَيْتَ لَكَ} للتبيين بمنزلة (لك) في قولهم: هلم لك، والكاف في قولهم رويدك (¬1)، ومعاك، وأما (¬2) ما روى هشام (¬3) عن ابن عامر (هئتُ لك) بكسر الهاء والهمزة وضم التاء، فإنها فعلتُ من الهيئة، والضاء ضمير الفاعل.
قال أبو زيد: هئتُ للأمر هَيئة وتهيأت (¬4)، ونظير هذا: فئتُ وتفياتُ، بمعنى رجعت، ويجوز على هذا المعنى تخفيف الهمزة كما يخفف من جئت وشئت. وأنكر (¬5) أبو عمر (¬6) والكسائي هذه القراءة (¬7) وقالا: هئْتُ بمعنى تهيئت باطل، لم يحك عن العرب.
¬__________
(¬1) في (ب): (ويدك) من في غير راء.
(¬2) في (ج): (وأماها روى). بالهاء.
(¬3) هشام بن عمار بن نصير، ابن ميسرة السلمي، أبو الوليد، قاض من القراء المشهورين، من أهل دمشق. قال الذهبي: خطيبها ومقرئها ومحدثها وعالمها، توفي سنة 245 هـ انظر: "غاية النهاية" 2/ 354، و"ميزان الاعتدال" 5/ 427، و"الأعلام" 8/ 87.
(¬4) في (أ)، (ب): (وهيأت).
(¬5) في (أ)، (ج): (وانكسر).
(¬6) في (ج): (وأبو عمروا أو الكسائي).
(¬7) "مجاز القرآن" 1/ 305، والطبري 12/ 181، و"معاني القرآن" للنحاس 3/ 410، والثعلبي 7/ 71 أ.

الصفحة 69