كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

ولسْتُ مُسَلِّمًا ما دُمْتُ حيًّا ... على زَيْدٍ كتَسْلِيم (¬1) الأمِيرِ (¬2)
أي: كتسليمي على الأمير، وقد مر.
وقولى تعالى: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} يعني زوجها، في قول مجاهد (¬3) وابن إسحاق (¬4) والكلبي (¬5) والسدي (¬6) وأكثر المفسرين (¬7)، ومعناه: إن الذي اشتراني هو سيدي أنعم علي بإكرامي، فلا أخونه في حرمه، إن فعلت ذلك كنت ظالمًا، ولا يفلح الظالمون.
قال أبو إسحاق (¬8): ويجوز أن يكون المعنى: إن الله ربي أحسن مثواي، أي تولاني في طول مقامي، فلا أرتكب ما قد نهى عنه وحرمه، {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} قال ابن عباس: لا يسعد العاصون، وقيل: الزناة، وهو قول الكلبي (¬9)، ومضى الكلام في معنى مثواي آنفًا.

24 - قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} الآية، الهم مصدر هممت (¬10) بالشيء إذا أردته، وحدثتك نفسك به وقاربته من غير دخول فيه، كل هذا يكون هَمًّا بالشيء، فمعنى قوله: {هَمَّتْ بِهِ} أي أرادته وقصدته،
¬__________
(¬1) في (أ)، (ب): (لتسليم).
(¬2) لم أجده.
(¬3) الطبري 12/ 183، القرطبي 9/ 165، ابن عطية 7/ 475.
(¬4) الطبري 12/ 183، القرطبي 9/ 165، ابن عطية 7/ 475.
(¬5) "تنوير المقباس" ص 148.
(¬6) الطبري 12/ 683، القرطبي 9/ 165، ابن عطية 7/ 475.
(¬7) الثعلبي 7/ 72 أ، البغوي 4/ 228، "زاد المسير" 4/ 203.
(¬8) في "معاني القرآن" خلاف ذلك 3/ 101 لأنه قال: (أي إن العزيز ربي).
(¬9) "تنوير المقباس" ص 148، الثعلبي 7/ 72 أ، "زاد المسير" 4/ 203.
(¬10) في (أ)، (ج): (همت) بميم مشددة.

الصفحة 71