كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

التوراة والإنجيل، وتلخيصه: هذه الأقاصيص التي تسمعونها {تِلْكَ} الآيات التي وصفت في التوراة، {الْكِتَابِ الْمُبِينِ} على هذا هو التوراة، وهذا معنى قول أبي إسحاق (¬1).

قال أبو بكر (¬2): ويجوز أن يكون (تلك) إشارة إلى {الر} وأخواتها بين حروف المعجم، أي: تلك الحروف المفتتحة بها السور هي آيات الكتاب المبين؛ لأن الكتاب بها يُتلى عليكم، وألفاظه إليها ترجع، و {الْكِتَابِ الْمُبِينِ} القرآن المبين في قول ابن عباس، قال: والمبين الذي بُيّن فيه الحلال والحرام (¬3)، وقال قتادة (¬4): بَيّن فيه الهدى والرشد، فكان الكتاب (¬5) مبيّنًا لهذه الأشياء.
2 - قوله تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} قال أبو إسحاق (¬6) وأبو بكر (¬7): هذه الهاء تصلح لشيئين:
أحدهما: أن يكون الكتاب، ويجوز أن يكون {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} خبر يوسف وقصته.
قال أبو بكر: وذلك أن اليهود قالوا للمشركين سلوا محمدًا لم انتقل
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 3/ 87.
(¬2) "زاد المسير" 4/ 4.
(¬3) "تنوير المقباس" ص 130، وذكره ابن جرير وعزاه لمجاهد 12/ 149.
(¬4) أخرجه عبد الرزاق عن قتادة بقوله "بين الله تعالى رشده وهداه" 2/ 317، وأخرجه الطبري عنه أيضًا 12/ 149، وابن المنذر وابن أبي حاتم 7/ 2099 ب. وانظر: "الدر" 4/ 4، البغوي 4/ 211، و"زاد المسير" 4/ 177.
(¬5) في (ب): والرشد. والمبين من نعت الكتاب مبينًا.
(¬6) "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 3/ 87. بتصرف.
(¬7) "البحر المحيط" 5/ 277.

الصفحة 8