كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

مُحَمَّدٌ تَفْدِ نَفْسَك كلُّ نَفسٍ ... إذا ما خِفْتَ من أَمْرٍ تَبَالَا
وقوله تعال {أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} قال ابن عباس (¬1): يريد لا يذكر هذا ونحوه. قال الزجاج (¬2): اترك هذا الأمر ولا تذكره، وقيل (¬3) معناه: أعرض عنه بأن لا تكترث له، فقد بان براءتك.
{وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ} قال ابن عباس (¬4): قال لامرأته: توبي (¬5) من ذنبك إنك من الخاطئين، يريد: أنك كنت قد أثمت.
قال المفسرون: إثمها هو أنها راودت شابًا عن نفسه، وأرادته على الزنا، وخانت زوجها، فلما استعصم كذبت عليه وبهتته (¬6).
ومعنى {مِنَ الْخَاطِئِينَ}: من القوم الخاطئين، كما قال: {إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ} [النمل: 43] وذلك لتغليب المذكر على المؤنث إذا اختلطا، ومثله {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} [التحريم: 12] وهذا التفسير الذي ذكرنا يدل على أن هذا من كلام زوج المرأة لها وليوسف.
¬__________
(¬1) "زاد المسير" 4/ 213.
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 104، وفيه: (اكتم هذا الأمر ولا تذكره).
(¬3) الثعلبي 7/ 77 ب، البغوي 4/ 235.
(¬4) "زاد المسير" 4/ 213، ولم ينسبه لابن عباس، بل نسب إليه القول الآخر (استعفي زوجك لئلا يعاقبك).
(¬5) في (أ)، (ج): (تولي).
(¬6) في (أ)، (ب): (نهته).

الصفحة 85