كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

وذهب الكلبي (¬1) وغيره إلى أن هذا من كلام الشاهد الذي هو ابن عم المرأة، وقال في قوله: {وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ} أي سلي (¬2) زوجك أن إلا يعاقبك على ما صنعت.

30 - وقوله تعالى: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ} الآية، أراد بالنسوة الجمع لذلك ذَكَّر فعلهن حملًا على المعنى، وإذا أنث حُمل على اللفظ، قال أبو علي: وتأنيث النساء والنسوة تأنيث جمع، كما أن التأنيث في {قَالَتِ الْأَعْرَابُ} [الحجرات: 14] كذلك، ولو لم يؤنث، كما لم يؤنث (قال نسوة) لكان حسنًا، وسمعت بعض الكبار من النحويين (¬3) يقول: لو تأخر الفعل عن النسوة لكان: ونسوة قلن، فكانت النون علامة للجمع (¬4) والتأنيث جميعًا، فإذا قدم الفعل وُحِّد؛ لأن فعل الجماعة إذا تقدم كان موحَّدًا، وإذا وُحِّد حذف منه علامة الجمع، فإذا حذفت علامة الجمع فقد حذفت علامة التأنيث؛ [لأن النون علامة لهما جميعًا، على أن تقديم الفعل يدعو إلى إسقاط علامة التأنيث] (¬5)؛ على قياس إسقاط علامة التثنية والجمع.
وقوله تعالى: {نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ} قال ابن عباس (¬6): يريد نسوة من أشراف النساء. قال الكلبي (¬7): هن أربع: امرأة ساقي العزيز، وامرأة
¬__________
(¬1) الثعلبي 7/ 77 ب، و"تنوير المقباس" ص 148، و"زاد المسير" 4/ 213.
(¬2) في (ج): (تبتلى).
(¬3) انظر: "المقتضب" 3/ 349، و"الدر المصون" 6/ 474.
(¬4) في (أ)، (ج): (للجميع).
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬6) البغوي 4/ 236 بدون نسبة لابن عباس، القرطبي 9/ 176.
(¬7) "زاد المسير" 4/ 214، والقرطبي 9/ 176، ونسبوه إلى ابن عباس. وانظر: "تنوير المقباس" ص 148.

الصفحة 86