كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

خبازه، وامرأة صاحب دوابه، وامرأة صاحب سجنه، وزاد مقاتل (¬1): امرأة الحاجب، ونحوه قال مجاهد (¬2)، والأشبه ما قاله ابن عباس؛ لأن زليخا إنما اتخذت مأدبة لأشراف النساء، ولو خاض في حديثها هؤلاء النسوة لأشبه أن لا (¬3) يؤخذ خوضهن مقالتهن، والمعنى: أن ذلك الذي جرى بينهما شاع وانتشر في مدينة مصر، حتى تحدث بذلك النساء وخضن فيه.
وقوله تعالى: {امْرَأَتُ الْعَزِيزِ} يعنين زليخا، والعزيز (¬4) بلغتهم الملك، يعنون أنه منيع بقدرته، والعرب تسمي الملك عزيزًا، وهو في شعر أبي دؤاد (¬5):
دُرّةٌ غَاصَ عليها تَاجِرٌ ... جُلِبَت يَوْمَ عَزِيزٍ يَوْمَ طَل
وقوله تعالى: {تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ} [الفتى: الحدث الشاب، والفتاة الجارية الشابة، قال ابن عباس: يريد تراود غلامها عن نفسه] (¬6).
وقوله تعالى: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} قال أبو عبيد (¬7): الشغف أن يبلغ الحب شغاف القلب، وهو جلدة دونه.
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 153 أ، الثعلبي 7/ 77 ب.
(¬2) لم أجده في مظانه.
(¬3) في (أ)، (ج): (أن يؤخذ) بدون لا.
(¬4) الطبري 12/ 198 لم أجده في "تفسير الطبري" بنصه.
(¬5) هو: أبو دؤاد وقيل أبو داود جارية بن الحجاج، وقيل: جويرية، وقيل: حنظلة، شاعر جاهلي. انظر: "خزانة الأدب" 9/ 590، و"الشعر والشعراء" ص 140.
والبيت من الرمل ونسبه الواحدي هنا إلى أبي دؤاد، ونسب إليه أيضاً في الطبري 12/ 198، والثعلبي 7/ 78 أوفيها: (جلبت عند عزيز ...) وفي "النكت والعيون" 3/ 30، و"مجمع البيان" 5/ 350.
(¬6) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬7) "تهذيب اللغة" (شغف) 2/ 1894.

الصفحة 87