كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

قال ابن السكيت (¬1): يقال: شعفه الهوى، إذا بلغ منه، وشعف الهناء البعير، إذا بلغ منه ألمه، وقد كشف أبو عبيد (¬2) عن هذا المعنى فقال: الشعف بالعين إحراق الحب للقلب مع لذة يجدها (¬3)، كما أن البعير إذا هُنئ بالقطران يبلغ منه مثل ذلك، ثم يستروح إليه، ونحو هذا قال أبو سعيد (¬4) في قول امرئ القيس (¬5):
لتقتلني (¬6) وقد شَعفْتُ فؤادَها ... كما شَعَفَ المهنُوءَةَ الرّجُلُ الطَّالِي
قال يقول: أحرقت فؤادها بحبي كما أحرق الطالي هذا المهنوة.
وقال الفراء (¬7) والزجاج (¬8): شعفها بالعين معناه [ذهب بها كل مذهب، مشتق من الشعف وهو رؤوس الجبال، وفلان مشعوف بكذا] (¬9)
¬__________
(¬1) "تهذيب اللغة" (شعف) 2/ 1889.
(¬2) "تهذيب اللغة" (شعف) 2/ 1889 - 1890.
(¬3) في (ج): (يجد) من غير هاء.
(¬4) "تهذيب اللغة" (شعف) 2/ 1890. وهو: أبو سعيد الضرير أحمد بن خالد، اعتمده الأزهري في "التهذيب". انظر: "تهذيب اللغة" 1/ 44، و"معجم الأدباء" 1/ 346، و"إنباه الرواة" 1/ 41.
(¬5) البيت في "ديوانه" ص142، و"اللسان" (شعف) 4/ 228، والطبري 12/ 200، والثعلبي 7/ 78 أ، و"تهذيب اللغة" (شعف) 2/ 1890، و"الزاهر" 1/ 620، و"شرح أبيات سيبويه" 2/ 222، والقرطبي 9/ 177.
(المهنوءة) المطلية بالقطران، وإذا هنئ البعير بالقطران يجد له لذة مع حرقة كحرقة الهوى مع لذته.
(¬6) في الطبري 12/ 200، والثعلبي 7/ 78 أ: (أتقتلني) وهو أقرب.
(¬7) "معاني القرآن" 2/ 42.
(¬8) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 105.
(¬9) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).

الصفحة 90