كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 12)

تَشْرَبُ الإثْمَ بالصُّواعِ جِهَارا ... وتَرَى المُتْكَ بَيْنَنَا مُسْتَعَارا (¬1)
وأجاز الفراء (¬2) والزجاج (¬3) أن يكون المتك بمعنى الأترج.
وقوله تعالى: {وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا} قال ابن عباس (¬4): وأعطت كل واحدة منهن سكينًا وترنجة، فإن قلنا بهذا وحملنا المتكأ على الطعام الذي يقطع أو الأترج، فلا إشكال، وإن حملناه على الوسادة، والموضع الذي تتكأ عليه، فإنما أعطتهن (¬5) السكين لتقطع فاكهة قدمت إليهن، ولم يذكر الفاكهة لدلالة الحال والسكين، ومعنى {وَآتَتْ} هاهنا ناولت، والسكين يذكر ويؤنث، ومتخذه يقال له: السَّكَّان.
وقوله تعالى: {وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ} أي قالت ذلك ليوسف، قال الزجاج (¬6): أمرته بالخروج عليهن، ولم يكن تهيأ له (¬7) ألا يخرج؛ لأنه بمنزلة العبد لها، {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ} قال ابن عباس (¬8)، ومعظم المفسرين:
¬__________
(¬1) البيت غير منسوب. وهو في "الزاهر" 2/ 25، و"البحر المحيط" 5/ 299، و"المحرر الوجيز" 7/ 493، و"الدر المصون" 6/ 479، والقرطبي 9/ 178، و"اللسان" (إثم) 1/ 29، و"تهذيب اللغة" 1/ 122، و"تاج العروس" (متك) 13/ 638.
(¬2) "معاني القرآن" 2/ 42.
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 106.
(¬4) الطبري 12/ 204، وابن مردويه كما في "الدر" 4/ 28.
(¬5) في (أ)، (ج): (أعطهن).
(¬6) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 106.
(¬7) ساقط من (أ)، (ب).
(¬8) الطبري 12/ 205، و"زاد المسير" 4/ 218، وابن أبي حاتم 7/ 2135 وروى هذا القول أيضًا عن ابن زيد وابن إسحاق قال: وروى عن السدي مثله.

الصفحة 97