كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

وقال قتادة: مُعَجَّلُون إلى النار (¬1)، وهو قول الحسن، والقول الأول اختيار أبي عبيدة (¬2) والفراء (¬3)، قال الكسائي: يقال: ما أَفْرَطْتُ من القوم أحدًا (¬4)، وقال الفراء: العرب تقول أَفْرَطتُ منهم ناسًا، أي خَلَّفتهم ونسِيتُهم (¬5)، ومَنْ قال: مُعَجَّلُون، وهو الاختيار (¬6)؛
¬__________
(¬1) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" 2/ 357 بلفظه عن قتادة، والطبري 14/ 128 - 129 بنصه عن قتادة من طريقين، ورد في: "معاني القرآن" للنحاس 4/ 79، بنصه عن الحسن، و"تفسير السمرقندي" 2/ 239 بنصه عن قتادة، والثعلبي 2/ 158، بنصه عن قتادة، والماوردي (3/ 196) بمعناه عن قتادة، والطوسي 6/ 395، بمعناه عنهما، وانظر: "تفسير البغوي" 5/ 27، عن قتادة، و"تفسير القرطبي" 10/ 121، والخازن 3/ 121، عن قتادة، وابن كثير 5/ 27، عن قتادة، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/ 228، وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن قتادة، وأورده وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن الحسن.
(¬2) "مجاز القرآن" 1/ 361، بنصه.
(¬3) "معانى القرآن" للفراء 2/ 107، بنصه.
(¬4) أي ما تركتُ أحدًا، ورد في "تهذيب اللغة" (فرط) 3/ 2773، بنصه تقريبًا، وانظر: "تفسير الفخر الرازي" 20/ 61، ورجَّحَ الطبري هذا القول 14/ 129.
(¬5) "معاني القرآن" للفراء 2/ 107، بنصه.
(¬6) وقد رجحه النحاس كذلك، وقال: قول الحسنِ أشهرُ في اللغة وأعرف، وأيَّده بقول القُطامي كما في "ديوانه" ص 90:
واسْتَعْجَلُونا وكانوا من صَحَابَتِنا ... كما تَعَجَّل فُرَّاطٌ لِروَّادِ
وهذا الذي ذكره أوضح دلالة مما ذكره الواحدي رحمه الله، كما يؤيِّده حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"أنا فَرَطكْم على الحوض .. " أي متقدِّمكم وسابقكم إليه حتى تردوه. أخرجه البخاري (6575): الرقاق، في الحوض، ومسلم (2289) كتاب: الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا -صلى الله عليه وسلم- وصفاته، وقد جمع ابن كثير بين القولين -في (مفرطون) - وقال: ولا منافاة؛ [أي بينهما]، لأنهم يعجل بهم يوم القيامة إلى النار وينسون فيها؛ أي يخلدون. "تفسير ابن كثير" 2/ 595.

الصفحة 103