كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

فوَجْههُ (¬1) ما قال أبو زيد وعيره: فرَطَ الرجلُ أصحابَه يَفْرُطُهم فِراطا وفُرُوطًا، إذا تقدمهم إلى الماء ليصلح الدِّلاء والأرْسَان (¬2)، وأنشدوا (¬3):
فأثارَ فارِطُهم غَطَاطًا جُثَّمًا ... أصواتُها كتَراطُنِ الفُرْسِ (¬4)
¬__________
(¬1) في جميع النسخ: (فوجه) والصحيح ما أثبته؛ وينسجم مع السياق.
(¬2) ورد في "الحجة للقراء" 5/ 73، بنحوه، ونقله الفخر الرازي 20/ 61، بنصه ونسبه للواحدي. (الأرْسانُ) هكذا في جميع النسخ، جمع رَسَن؛ وهو الحبل تقاد به الدابّة، ويحتمل أن يكون (الأرْشَان) جمع رَشْن بسكون الشين وفتحها، وهي مَشْرَبُ الماءِ من النَّهر، أي الثُّلمة في النهر يُستقى منها، وذكر الطبري نحوًا من هذا القول بلفظة (الأرشية) وهو جمع الرَّشاء: وهو حبل الدلو، وهو الأقرب لولا اختلاف مبنى الكلمة، انظر: "تفسير الطبري" 14/ 128 بمعناه، و"المحيط في اللغة" 7/ 320، 374، 8/ 305، و"اللسان" (رشن) 3/ 1652، (رشا) 3/ 1653، و"المعجم الوسيط" 1/ 347، و"متن اللغة" 2/ 588، 592.
(¬3) لطرفة بن العبد (جاهلي).
(¬4) لم أجده في ديوانه، وذكر محقق "مستدرك التهذيب" (غط) 16/ 49، أنه ليس في ديوانه، ولكنه مما نسب إليه في زيادات [ط: أوربا/ باريس]، ورد في "لسان العرب" (رطن) 3/ 1666، وورد بلا نسبة في: "شرح القصائد السبع" لابن الأنباري ص 572 وفيه: (فأراد) بدل (فأثار)، و"تهذيب اللغة" (فرط) 3/ 2773، (غط) 3/ 2676، و"مقاييس اللغة" 2/ 404، 4/ 384، و"اللسان" (غطط) 6/ 3271، (فرط) 6/ 3390، و"التاج" (غطط) 10/ 353، (فرط) 10/ 360. (الفارطُ): المتقدّم السابق، (الغَطاطُ) بفتح الغين كسَحَاب، هي القَطَا أو ضرب منه، وقيل: ضربٌ من الطير ليس من القطا، هنَّ غُبرُ الظهور والبُطون والأبدان. سُودُ بْطون الأجنحة، طوال الأرجل والأعناق، لِطافٌ، لا تجتمعُ أسرابًا، أكثرُ ما تكونُ ثلاثًا أو اثنين، وواحدتُها: غَطاطَة، سميت لصوتها غطاطًا، (جُثَّمًا) يقال: جثم الإنسان والطائر، يجْثِم ويجْثُم جَثْمًا وجُثومًا، فهو جاثِم: أي لزم مكانه فلم يبْرح؛ أي تلَبَّد بالأرض، (تراطن) من الرَّطانة بفتح الراء وكسرها، والتراطن: كلام لا يفهمه الجمهور، إنما هو مُواضعةٌ بين اثنين أو جماعة، والعرب تخص بها غالبًا كلام العجم. وانظر: "اللسان" (جثم) 1/ 545.

الصفحة 104