كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

ومطاوع (¬1)، والشق: الاسم منه، وشَقَّ الشيءَ شقًّا، وشق بنفسه شُقوقًا.
وقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} يريد أنه مَنّ عليكم وتفضَّل بإنعامه بالنعم التي لكم فيها هذه المنافع والمرافق (¬2).

8 - قوله تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً} قال الفراء: نُصبت {وَزِينَةً} على: وجعلها زينة، مثل قوله: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا} (¬3) [فصلت: 12] المعنى: وحفظناها حفظًا, ولو لم يكن في (الزينة) ولا في {وَحِفظَا} وَاوٌ لنصبتَها بالفعل الذي قبلها لا بالإضمار، ومثله: أعطيتك درهمًا ورغبة في الأجر، المعنى أعطيتكه (¬4) رغبةً، فلو ألقيت الواو لم يحتج إلى ضمير؛ لأنه متصل بالفعل الذي قبله (¬5)، وقال أبو إسحاق: نُصبت {وَزِينَةً} على أنها مفعول لها، المعنى: وخلقها للزينة (¬6).
قال أصحابنا: والآية لا تدل على تحريم لحوم الخيل، وإن ذكرت
¬__________
= وأبو داود (46): كتاب: الطهارة، باب: السواك 1/ 11، والترمذي (22) كتاب: الطهارة، باب: ما جاء في السواك (1/ 9)، والنسائي: الطهارة/ الرخصة في السواك بالعشي للصائم 1/ 4، و"معجم الطبراني الكبير" 5/ 243، 244، وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 221، وورد في تهذيب اللغة (شق) 2/ 1906.
(¬1) الوقوع في اصطلاح النحويين: التعدِّي، والمطاوعة: هو الفعل المتعدي الذي يصير لازمًا إذا تحوَّل إلى صيغة "انفعل" مثل: كَسَرَ الولدُ الزجاج، تقول: انكسر الزجاج انظر: "المعجم المفصل في النحو العربي" 2/ 1012، 1189.
(¬2) انظر: "تفسير ابن الجوزي" 4/ 431.
(¬3) الآية التي أورد الفراء غير هذه، وهي: {وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ} [الصافات: 7].
(¬4) في جميع النسخ: (أعطيتكه هو) بزيادة ضمير الفصل، وأدى إلى اضطراب المعنى، والتصويب من المصدر.
(¬5) "معاني القرآن" للفراء 2/ 97، بتصرف يسير.
(¬6) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 192، بنحوه.

الصفحة 19