كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

وقوله تعالى: {الزَّرْعَ} قال ابن عباس: يريد الحبوب (¬1)، {وَالزَّيْتُونَ} جمع زيتونة، يقال: الشجرة نفسُها زيتونة، ولثمرها زيتونة، والمجميع الزيتون، {وَالنَّخِيلَ} يقال: نخلة ونخل ونخيل.
وقوله تعالى: {وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}، أي: وينبت من كل الثمرات، فحُذف لأن ما سبق يدل عليه.

12 - قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} إلى قوله: {مُسَخَّرَاتٌ}، قراءة العامة بالنصب في هذه المنسوقات كلها (¬2)، وهو الوجه لاستقامتها في المعنى، وإذا استقامت في معنى واحد استقامت في إعراب واحد، وقد جاء التسخير في الشمس والقمر والنجوم، وهو قوله: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} [إبراهيم: 33]، وقوله: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ} [الأنعام: 97]، فكما حملت على التسخير في هاتين كذلك وجب أن يحمل على التسخير في هذه السورة.
وقوله تعالى: {مُسَخَّرَاتٍ} حال مؤكدة؛ لأن تسخيرها قد عُرف بقوله: {وَسَخَّر} فجاءت الحال مؤكدة، ومجيء الحال مؤكدة في التنزيل وغيره كثير؛ كقوله: {وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا} [البقرة: 91]. و:
أنا ابنُ دارَة معروفًا (¬3)
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير ابن الجوزي" 4/ 433، والخازن 3/ 108، بلا نسبة.
(¬2) انظر: "السبعة" ص 370، و"علل القراءات" 1/ 302، و"الحجة للقراء" 5/ 55، و"المبسوط في القراءات" ص 223، و"التيسير" ص 137.
(¬3) جزء من بيت لسالم بن دارة (مخضرم)، وتمامه:
أنا ابن دارة معروفا بها نَسَبي ... وهل بدارة يا للناس من عارِ
وهو من شواهد سيبويه 2/ 79، وورد في "الخصائص" 3/ 60، و"أمالي ابن الشجري"، و"تفسير ابن عطية" 8/ 382، و"الخزانة" 2/ 145، 3/ 266، =

الصفحة 28