كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

يقال: ما الذي أفغاك، أي: أغضبك وورّمك.
وقال أبو الهيثم: مَخْرُ السفينةِ: شَقُّها الماءَ بصدرها (¬1).
وقال الفراء: يقال: مَخَرَتْ تَمْخُرُ وتَمْخَرُ (¬2) مَخرًا ومخُورًا.
قال الأزهري: والقول في تفسير المواخر ما قاله ثعلب وأبو الهيثم؛ أنها تشق الماء شقًّا (¬3)، وسمعت أعرابيًّا يقول: مَخَرَ الذئبُ شاةً، أي شقَّ بطنَها (¬4)، وأصل المخر الشق، ومنه الحديث: "إذا أراد أحدكم الخلا فليتمخر الريح" (¬5). قال أبو عبيد: يعني أن ينظر مجراها فلا يستقبلها (¬6)، فأما ما ذكره المفسرون فإنه يصح في المعنى؛ لأنها لا تشق الماءَ إلا إذا كانت جارية موقرة ويسمع لجريها وشقها الماءَ صوتٌ، وهي تشق الماء مقبلةً ومدبرةً، وذاهبةً وجائيةً.
وقوله تعالى: {وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} يعني لتركبوا للتجارة فتطلبوا
¬__________
= فقال: هذا خطأ، والفغا: داءٌ يقع على البُسر مثل الغُبار، ويقال: ما الذي أفغاك، أي أغضبك وأورمك، وقال أبو عبيد: إذا غَلُظت التمرةُ وصار فيها مثل أجنحة الجراد فذلك الفغا مقصور، وقد أفغت النَّخلة.
(¬1) ورد في "تهذيب اللغة" (مخر) 4/ 3356، بنصه.
(¬2) "معاني القرآن" للفراء 2/ 98، بنصه، وهو في "تهذيب اللغة" بنصه.
(¬3) "تهذيب اللغة" (مخر) 4/ 3356، وعبارته: قلت: والمخْرُ أصله الشَّقُّ.
(¬4) ورد في "تهذيب اللغة" بنحوه.
(¬5) ورد في "تهذيب اللغة"، بنحوه، وورد في "تفسير الثعلبي" 2/ 155 أ، برواية: (البول) بدل (الخلاء)، وأورده الطبري بهذه الرواية ونسبه لواصل مولى ابن عيينة 14/ 89، وورد في "تفسير البغوي" 5/ 13، وفي "النهاية" برواية: (إذا بال أحدكم فليتمخر الريح) 4/ 305، وورد بمعناه في "المجروحين" لابن حبان 3/ 108 , قال: (إذا أراد أحدكم الخلاء فلا يستقبل الريح).
(¬6) "الغريب" لأبي عبيد 1/ 312 بنصه، وانظر: "تهذيب اللغة" (مخر) 4/ 3356، بنصه.

الصفحة 33