كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

عليه، قال أبو إسحاق: لأن معنى {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ}: جعل فيها رواسي، يدل عليه قوله: {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} (¬1) [النبأ: 7].
وقوله تعالى: {وَسُبُلَاَ} قال ابن عباس: يريد طُرقًا إلى كل بلاد (¬2)، {وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}: لكي تهتدوا إلى مقاصدكم من البلاد فلا تضلون.

16 - قوله تعالى: {وَعَلَامَاتٍ} منسوقة (¬3) على ما قبلها، والعلامة صورة يعلم بها المعنى من خط أو لفظ أو إشارة أو هيئة، وأصلها مشتق من العلم، واختلفوا في معناها؛ فقال الكلبي والقرظي: يعني الجبال (¬4)، وهي علامات للطرق بالنهار كالنجوم بالليل، وعلى هذا تَمَّ الكلام هاهنا، وبقية الآية ابتداء مع خبره، وهذا قول الأخفش (¬5)، وقال ابن عباس في رواية
¬__________
= الروم، ويمر حتى يصب بمدينة تعرف بكَفَرْ بَيّا بإزاء المصيصة [الإسكندرونة]، ويخرج إلى البحر الرومي [البحر المتوسط]. انظر: "الروض المعطار" ص 185، و"معجم البلدان" 2/ 196، و"أطلس تاريخ الإسلام" ص 142، و"أطلس العالم" ص 39.
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 193، بنصه.
(¬2) انظر: "تنوير المقباس" ص 283، بنحوه.
(¬3) في جميع النسخ: (منسوخة) بالخاء، والصواب المثبت؛ لانسجام المعنى، فالكلام هنا عن العطف لا النسخ.
(¬4) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (2/ 354) بلفظه عن الكلبي، والطبري 14/ 92 بلفظه عن الكلبي، والسمرقندي 2/ 231، بلفظه عن الكلبي، والثعلبي 2/ 155 ب، بلفظه عنهما، وانظر: "تفسير البغوي" 5/ 13، عنهما، وابن عطية 8/ 389، عن الكلبي، وابن الجوزي 4/ 436، عن الكلبي، و"تفسير القرطبي" 10/ 91، عن الكلبي، والخازن 3/ 110، عنهما، و"الدر المنثور" 4/ 212، وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن الكلبي.
(¬5) ليس في معانيه، وانظر: "تفسير الفخر الرازي" 20/ 10، وصديق خان 7/ 222.

الصفحة 35