كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

عطاء: يريد نجوم السماء، والوجه هو الأول (¬1)؛ لأنها (¬2) معطوفة على ما خلقت في الأرض، والنجوم لم تخلق في الأرض، ولأنه لو كان المراد بالعلامات النجوم لقال: وبها يهتدون، فلما قال: {وَبِالنَّجْمِ} دَلَّ أن المراد بالعلامات غيرُ النجم.
وقوله تعالى: {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} قال مجاهد وإبراهيم: أراد جميع النجوم (¬3)، واختاره الزجاج؛ فقال: النجم والنجوم في معنى واحد، كما يقال: كثر الدِّرهم في أيدي الناس والدَّراهم (¬4)، وقال عطاء عن ابن عباس: يعني الجَدْي (¬5)، وقال السدي: يعني الثُّريا وبَنات نَعْش (¬6)، وقال
¬__________
(¬1) وقد ورد عن ابن عباس قولاً لم يورده أعمّ وأولى مما رجحه، وهو ما رجحه الطبري، قال: العلامات: معالم الطرق بالنهار. انظر: "تفسير الطبري" 14/ 92، وورد في "الدر المنثور" 4/ 212، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه.
(¬2) في (أ)، (د): (لا)، والمثبت من (ش)، (ع) وهو الصحيح، وبه يستقيم الكلام.
(¬3) الذي ورد عن مجاهد وإبراهيم، قالا: منها ما يكون علامة، ومنها ما يهتدى به. أخرجه الطبري (14/ 91، عنهما من طريقين، لكن هذا تفسير لـ {وَعَلَامَاتٍ}، وليس لـ {وَبِالنَّجْمِ} كما في الطبري، وانظر: "تفسير الثعلبي" 2/ 155 ب.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 193، بنصه، وهو الأوْلَى من التخصيص الوارد في الأقوال التالية.
(¬5) انظر: "تنوير المقباس" ص 283، قال: بالفرقدين والجدي. (الجدي): هو الكوكب الذي يتوخى الناس بها القبلة؛ لأنه لا يزول، وتُسَمّيه العرب: جدى بنات نعش. انظر: "الأزمنة والأمكنة" ص 546.
(¬6) ورد في "تفسير الثعلبي" 2/ 155ب، بنصه، وانظر: "تفسير البغوي" 5/ 13، والزمخشري 2/ 325، وابن الجوزي 4/ 436، والفخر الرازي 20/ 10، والخازن 3/ 110. (الثريا): من الكواكب، سميت لغزارة نَوْئها [النوء: هو سقوط نجم بالغداة مع طلوع الفجر وطلوع آخر في حياله في تلك الساعة]، وقيل: سميت بذلك لكثرة كواكبها مع صغر مرْآتها, لا يتكلم بها إلا مصغرًا، وهو تصغير على =

الصفحة 36