عن المشركين الذين يعبدون الأصنام من دون الله، ثم وصفها.
21 - فقال: {أَمْوَاتٌ}، قال الزجاج: أي وهم أموات (¬1)، وقال الفراء: وإن شئت رددت على أنه خبر للذين، كأنه قال: والذين تدعون من دون الله أموات، والأموات في هذا الموضع يعني بها أنها لاروح فيها (¬2).
وقوله تعالى: {غَيْرُ أَحْيَاءٍ} تأكيد (¬3)؛ إذ قد يقال للحي هو كالميت في البعد من أن يعلم.
وقوله تعالى: {وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} قال ابن عباس: وذلك أن الله تعالى يبعث الأصنام لها أرواح ومعها شياطينها فيتبرؤون من عابديهم، ثم يؤمر بالشياطين والذين كانوا يعبدونها إلى النار (¬4)، وقال أبو إسحاق: أي وما يشعرون متى يبعثون، و {أيَّانَ} في موضع نصب بقوله: {يُبْعَثُونَ}، ولكنه مبني غيرُ مُنَوَّن (¬5) لأنه بمعنى الاستفهام، ولا يُعرب كما لا يُعرب متى وكيف وأين، إلا أن النون فتحت لالتقاء الساكنين (¬6)، واختير الفتح على الكسر؛ لأن الفتح أشبه بالألف وأخف معها، وذكرنا معنى أيّان عند قوله: {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} [الأعراف: 187]، وقد تضمنت هذه الآية البيان عما تُوْجِبه صفة من ليس بحي من الامتناع أن يكون منه فعل، لاستحالة ذلك، ذكر الله ذلك في الآية الأولى؛ أن أصنامهم مخلوقة غير خالقة،
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 193، بلفظه.
(¬2) "معاني القرآن" للفراء 2/ 98، بنحوه.
(¬3) ساقطة من (د).
(¬4) انظر: "تفسير ابن الجوزي" 4/ 438، والفخر الرازي 20/ 16، و"تفسير القرطبي" 10/ 94.
(¬5) في (ش)، (ع): (معرب).
(¬6) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 193، بنصه.