كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

قوله تعالى: {زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} قال ابن عباس: سُعِّر العذابُ عليهم بأشد مما كان (¬1)، وقال ابن قتيبة: زدناهم نارًا تَتَسَعَّر، أي تَتَلَهَّب (¬2) , ومضى الكلام في السعير في سورة النساء [آية:10].

98 - قوله تعالى {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ} هذه الآية مفسرة في هذه السورة (¬3)
99 - ثم أجابهم الله عن إنكارهم البعث بقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ} الآية. ومعنى {أَوَلَمْ} هاهنا: أولم يعلموا، وذكرنا الكلام في هذا عند قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ} [البقرة: 258]، والمعنى: ألم يعلموا أن من قدر على خلق السموات في عظمها، {قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ}، أي: على أن يخلقهم ثانيًا، وأراد بمثلهم إيّاهم، وذلك أن مثل الشيء مساوٍ له في حالته، فجاز أن يُعَبِّرَ به عن الشيء نفسه، وخَلْقُ مِثْلِهم كخلقهم، والمعنى: قادر على أن يخلق مثلهم في ضعفهم وصغرهم، هذا
¬__________
= ومنا لقيط .... مؤرث نيران ....
وورد في "مجاز القرآن" 1/ 391، و"الأضداد" لابن الأنباري ص 175، و"الأزهية" ص 24، و"اللسان" (خبا) 2/ 1098، وبلا نسبة في "جمهرة اللغة" 3/ 1308، (ابنماه): تثنية ابن، حيث زادوا في (ابن) ميمًا للتوكيد وألحقوها الإعراب، وحركوا النون بحركتها، فقالوا: جاءني ابنُمٌ، ورأيت ابنَمًا، ومررتُ بابنِمٍ، وقالوا في الجمع: هؤلاء ابنُمونَ، (المخبي): الذي يطفئ النار؛ يقال: خبت النار والحرب، تخبو خبوًا وخُبُوًا: سكنت وطفئت وخمد لهبها، وهي خابية، وأخْبيتها أنا: أخمدتها.
(¬1) أخرج "الطبري" 15/ 168 بمعناه من طريق العوفي (ضعيفة)، وابن الأنباري في "الأضداد" ص 176 - بمعناه من طريق ابن جريج "صحيحة"، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/ 369 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(¬2) "الغريب" لابن قتيبة 1/ 262، بنصه.
(¬3) عند آية [98].

الصفحة 488