كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

كل أحد بخيل بالإضافة إلى جُود الله؛ إذ لو ملك خزائن ربه لادّخر معظمها لنفسه، والله -عز وجل- يفيضها على عباده لا يمنعه عن ذلك الإبقاء لنفسه، لأنه يجلّ عن لحَاق النفع والضر.
وقال أبو إسحاق: يعني بالإنسان هاهنا الكافر خاصة، كما قال: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}، {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ} [العاديات:6, 8]، أي: المال (¬1)، {لَشَدِيدٌ}: لبخيل (¬2)، وهذا قول الحسن (¬3).

101 - قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ} الآية. وجه اتصال معنى هذه الآية بما قبلها أنه ذكر في هذه الآية إنكارَ فرعونَ آياتِ موسى مع وضوحها، فيكون في ذلك تشبيها لحال هؤلاء المشركين بحاله وتسلية للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-. واختلفوا في الآيات التسع مع اتفاقهم أن منها: الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، فهذه خمس، وأما الأربعة الباقية، فروى قتادة عن ابن عباس قال: هي يده البيضاء عن غير سوء، وعصاه إذا ألقاها، وما ذكر في قوله: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ} [الأعراف: 130] قال: {السِّنِينَ} لأهل البوادي حتى هلكت مواشيهم، {وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ} لأهل القرى، وهاتان آيتان (¬4)، ونحو هذا
¬__________
(¬1) ساقطة من (ع).
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 261، بتصرف يسير.
(¬3) ورد في "تفسير الماوردي" 3/ 276، انظر: "تفسير القرطبي" 10/ 335، وورد بلا نسبة في: "تفسير مقاتل" 1/ 220 أ، و"هود الهواري" 2/ 445، والجمهور -كما في "التفسير الماوردي"- على أنها عامة، وهو الصحيح.
(¬4) أخرجه "عبد الرازق" 2/ 390, بنحوه , و"الطبري" 15/ 171, بنحوه من طريقين, وورد في:"تفسير السمرقندي" 2/ 285, بنحوه , و"الثعلبي" 7/ 122 أ, =

الصفحة 493