كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

وقوله تعالى: {فَأَلْقَوُا السَّلَمَ} قال ابن عباس: استسلموا وأقروا لله بالربوبية (¬1)، وقال السدّي: انقادوا واستسلموا عند الموت (¬2).
قال الزجاج: ذكر السَّلَمَ، وهو الصلح، بإزاء المشاقة (¬3)، يريد أن الله تعالى أخبر عنهم بالمشاقة في الدنيا، فأخبر أنهم عند الموت ينقادون ويتبرؤون من الشرك، كما ذكره ابن عباس.
وقوله تعالى: {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ} أي قالوا: ما كنا نعمل من سوء، قال ابن عباس: يريد الشرك (¬4)، فقالت الملائكة ردًّا عليهم وتكذيبًا لهم: {بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [من التكذيب والشرك، ومعنى (بلى): رد لقولهم {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ}، وقد ذكرنا معنى (بلى)] (¬5) عند قوله: {إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} [البقرة: 210].

29 - وقوله تعالى: {فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} قال ابن عباس: يريد مقام المتكبرين عن التوحيد وعبادة الله عز وجل (¬6)، كقوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات: 35].
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير الفخر الرازي" 20/ 20، وورد بنحوه غير منسوب في "معاني القرآن" للنحاس 4/ 64، و"تفسير القرطبي" 10/ 99.
(¬2) ورد بنحوه غير منسوب في "تفسير الطبري" 14/ 99، والسمرقندي 2/ 233، والثعلبي 2/ 156 أ، والبغوي 5/ 17.
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 195، بنحوه.
(¬4) انظر: "تنوير المقباس" ص 284، بنحوه، وورد نحوه غير منسوب في "تفسير السمرقندي" 2/ 233، و"تفسير الماوردي" 3/ 186، والبغوي 5/ 17، وابن عطية 8/ 404 وابن الجوزي 4/ 443، والفخر الرازي 20/ 21، و"تفسير القرطبي" 10/ 99.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (أ)، (د).
(¬6) ورد نحوه غير منسوب في "تفسير مقاتل" 1/ 202 أ، والطبري 14/ 99 بمعناه غير منسوب، والفخر الرازي 20/ 20، و"تفسير القرطبي" 10/ 100.

الصفحة 50