كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)
وروى عبد الرزاق عن معمر قال: قال الحسن: لِلّحى (¬1)، وعلى هذا القول: الأذقان عبارة عن اللِّحَى، وخصت بالذكر لأن المعنى أنهم يضعونها على الأرض للسجود تواضعًا لله تعالى، واللِّحْية تُلْقي بالإكرام والتنظيف، فإذا أذلوها في التراب فهو غاية التواضع، واللام هاهنا بمعنى على، كقوله تعالى: {وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} [الحجرات: 2] أي عليه، والعرب تقول: سقط فلان لفيه، أي على فيه، قال الشاعر:
فخر صريعًا لليدين وللفم (¬2)
¬__________
(¬1) أخرجه "عبد الرزاق" 2/ 392 بلفظه، و"الطبري" 15/ 180 بلفظه، وورد بلفظه في "تفسير الجصاص" 3/ 359، و"الماوردي" 3/ 280، و"الطوسي" 6/ 532.
(¬2) صدره:
تناولهُ بالرُّمحِ ثُمَّ اتَّنَى لَهُ
نسب لجابر بن حُنَيّ التَّغْلِبي في "المفُضَّليات" ص 212، و"شرح شواهد المغني" 2/ 562.
ونسب لربيعة بن مُكدَّم في "الأغاني" 16/ 75 برواية:
وهتكت بالرمح الطويل إهابه ... فهوى ............
ونسب لعمام بن مقشعر البصري في "معجم الشعراء" ص 101 برواية:
دلفته بالرمح من تحت بزه
ونسب للأشعث الكندي في "الأزهية" ص 288 برواية:
تناولْت بالرُّمْحِ الطَّويلِ ثِيَابَهُ
وورد بلا نسبة في: "أدب الكاتب" ص 511، و"تفسير الزمخشري" 2/ 378، و"القرطبي" 10/ 341، و"رصف المباني" ص 297، و"الجنى الداني" ص 101، و"مغني اللبيب" ص 280، و"شرح الأشموني" 2/ 388.
(تناوله بالرمح): طعنه، (اتَّنَى): أراد اثتنى فأدغم الثاء في التاء، فأبدلهما تاءً، ويروى انثنى، (خرّ): سقط. "شرح اختيار المفضل" 2/ 955.
الصفحة 507