كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

فلما استعمل ذلك في الشجر إذا سقط واستعير له الذقن، كان ذكره في الإنسان الذي له الذقن أولى.
وقوله تعالى: {سُجَّدًا} حال (¬1) مقدرة، المعنى: يَخِرّون مقدرين للسجود؛ لأن الإنسان في حال خُرُورِه لا يكون ساجدًا، قاله أبو إسحاق في قوله: {خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} (¬2) [مريم: 58]، ومثله: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة: 95]، وقد مرّ.
قال أبو إسحاق: و (إن) و (اللام) في: {إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} دخلتا للتوكيد (¬3)، ومضى الكلام في مثل هذا في مواضع.

109 - قوله تعالى: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ} أعاد هذا لأن الأول للسجود، والثاني لغير السجود، ولكن للذّلة والخشوع عند استماع القرآن، يدل عليه قوله: {وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}، ويجوز أن يكون تكرير القول دلالة تكرر الفعل منهم.
وقوله تعالى: {يَبْكُونَ} معناه الحال، {وَيَزِيدُهُمْ}، أي: القرآن، {خُشُوعًا}: تواضعًا، وذكرنا معنى الخشوع في أوائل سورة البقرة (¬4).
¬__________
(¬1) في (أ)، (د)، (ش): (قال)، والمثبت من (ع).
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 335، بنصه.
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 264، بنصه.
(¬4) آية [45].

الصفحة 509