كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

فيها ما بعدها، ولم يجز أن يحمل فيها ما قبلها إلا ما يَجُرّ، وسنذكر ذلك عند قوله: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ} [الكهف: 12] إن شاء الله، وإذا كانت خبرًا احتاجت إلى صلة نحو صلة الذي، ويعمل فيها ما قبلها وما بعدها سوى صلتها؛ كقولك: لأضربن أيهم في الدار.
قال الفراء: العرب تقول: أيّ وأيّان وأيّون، إذا أفردوا (أيًّا) أنَّثُوها وجمعوها، وأنَّثُوها فقالوا: أيّة وأيّتان وأيّات، وإذا أضافوها إلى ظاهر أفردوها، وذكّروا فقالوا: أيّ الرجلين؟ وأيّ المرأتين؟ وأيّ الرجال؟ وأيّ النساء؟ وإذا أضافوا إلى مُكَنّى المؤنث أنثوا وإلى مُكَنّى المذكر ذَكّروا، فقالوا: أيّهما وأيّتهما للمرأتين، قال الله -عز وجل-: {أَيًّا مَا تَدْعُوا}، وقال زهير في لُغة من أَنّث:
وزوَّدُوكَ (¬1) اشتياقًا أَيَّةً سَلَكُوا (¬2)
يُرادُ أَيّةُ وجْهة، فانَّثها حين لم يُضِفْها؛ ولو قال: أيًّا سلكوا، بمعنى: أيّ وجهة، كان جائزًا، ويقول لك قائل: رأيتُ رجلا، فتجيبه: أيًّا؟ ويقول: رجلين، فتقول: أَيَّيْن؟ وفي الرجال: أَيّون؟ وفي المرأة: أيّة؟ وفي النساء: أيّات؟ (¬3) و (ما) في قوله: {أَيًّا مَا} صلة، كقوله: {جُندٌ مَّا
¬__________
(¬1) في (أ)، (د)، (ش): (زودك)، والمثبت من (ع) وهو موافق للديوان.
(¬2) وصدره:
بانَ الخليطُ ولم يأْوُوا لمَن ترَكوا
"شرح ديوان زهير" ص 164, وورد في "الخزانة" 5/ 453 , (الخليط): المجاور لك في الدار, (ولم يأوُوا):لم يرحموا, (وأيَّةً سلكوا):أيّ جهةٍ سلكوا فأنت مشتاق.
(¬3) ورد في "تهذيب اللغة" (أي) 1/ 241 نقل طويل مع تصرف يسير.

الصفحة 511