1 - {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا}.
ذكرنا معنى العَوج والفرق بينه وبين العِوج في قوله: {تَبْغُونَهَا عِوَجًا} [آل عمران: 99] (1). روى الوالبي عن ابن عباس في قوله: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} قال: (ملتبسًا) (2). ومعناه: التباس، أي: لم يجعل ملتبسًا لا يُفهم، ومعوجًا لا يستقيم.
وقال أبو إسحاق: (لم يجعل فيه اختلافًا) (3). كما قال: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]. يدل على هذا قوله: {قَيِّمًا} قال ابن عباس: (يريد مستقيمًا عدلاً) (4). وذكرنا الكلام في القيِّم
__________
(1) العَوج بالفتح: ما كان منصوبًا كالحائط والعود. والعِوج بالكسر: ما كان في بساط أو أمر نحو: دين، ومعاش. انظر: "تهذيب اللغة" (عاج) 3/ 2264، و"معجم مقاييس اللغة" (عوج) 4/ 180، و"لسان العرب" (عوج) 5/ 3154، و"القاموس المحيط" (عوج) ص 200، و"المفردات في غريب القرآن" (عوج) 351.
(2) "جامع البيان" 169/ 127، و"الكشف والبيان" 3/ 385/ أ، و"الدر المنثور" 4/ 381 وعزاه لابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه من طريق علي عن ابن عباس.
(3) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 267.
(4) "جامع البيان" 15/ 190، و"الكشف والبيان" 3/ 385 أ، و"معالم التنزيل" 5/ 143, و"المحرر الوجيز" 9/ 288,و"تفسير القرآن العظيم" 3/ 80, و"الدر المنثور" 4/ 381.