كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

اكتسبوا به حسنة، والوجهان ذكرهما أبو إسحاق (¬1).
وقوله تعالى: {وَلَدَارُ الْآخِرَةِ} يعني الجنة، ومضى الكلام في هذا في سورة الأنعام [32].
وقوله تعالى: {وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}، أي: ولَنِعْمَ دارُ المتقين دار الآخرة، فحذفت لسبق ذكرها، هذا إذا لم تجعل هذه الآية متصلة بما بعدها، [وإن جعلتها متصلة] (¬2) قلت: {وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ} فترفع جنات على أنها اسم لنعم؛ كما تقول: نعم الدار دار ينزلها.

31 - قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ} ذكرنا وجهَ ارتفاعها إن كانت موصولة، وإن كانت مقطوعة، فقال الزجاج: جنات مرفوعة بإضمار هي؛ كأنك لمّا قلت: {وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}، قيل: أي دار هذه الممدوحة؟ فقلت على جواب السائل: جنات عَدْن، أي هي جناتُ عَدْن (¬3)، وإن شئت رفعتها على الاستئناف وجعلت يدخلونها الخبر، هذا قول الفراء (¬4)، وعند الزجاج: يجوز أن يكون الخبر نِعم دار المتقين؛ لأنه قال: وان شئت رفعت على الابتداء، ويكون المعنى: جناتُ عَدْنٍ نِعْمَ دارُ المتقين (¬5).
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 196، بتصرف. وذكر الزمخشري قولاً ثالثاً، هو: أن "للذين أحسنوا" وما بعده بدل من خيرًا، حكايته لقول الذين اتقوا، أي قالوا هذا القول، فقدم عليه تسميته خيرًا ثم حكاه. "تفسير الزمخشري" 2/ 327، وعلى القول الأول والثالث تكون {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا} من كلام المؤمنين، وعلى الثاني تكون من كلام الله؛ كلامًا مستأنفًا.
(¬2) زيادة يقتضيها السياق ليستقيم الكلام.
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 196، بتصرف يسير.
(¬4) "معاني القرآن" للفراء 2/ 99، بنحوه.
(¬5) "معانى القرآن وإعرابه" 3/ 196، بنصه.

الصفحة 52