كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

5 - قوله تعالى: {مَا لَهُمْ بِهِ} أي: بذلك القول {مِنْ عِلْمٍ} يعني: قالوه جهلاً، وافتراء على الله تعالى {وَلَا لِآبَائِهِمْ} اختار الفراء {كَلِمَةً} بالنصب.
قال الفراء: (من نصب أضمر الفاعل؛ كأنه قيل: كبرت تلك الكلمة كلمة، ومن رفع لم يضمر شيئًا، كما تقول: عظم قولك) (¬1).
وقال الزجاج: (المعنى: كبرت مقالتهم كلمة، و {كلِمَةً} منصوب على التمييز)؛ هذا كلامه (¬2).
ومعنى التمييز في هذا: أنك إذا قلت: كبرت المقالة، أو الكلمة، جاز أن يتوهم أنها كبرت كذبًا، أو جهلاً، أو افتراء، فلما قلت: كلمة، ميزتها من محتمل فانتصب، كما تقول في باب التمييز.
قال أبو عبيد: (والنصب وجه القراءة؛ لأن الكلمة قد ذكرت قبل، وهي قوله: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}، فصارت مضمرة في (كبرت) (¬3).
قال الأخفش: (هذه في النصب كقول الشاعر:
ولقد علمت إذا العشار ترَوَّحت .... هدج الرئال تكبهن شمالاً (¬4)
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للفراء 2/ 134.
قراءة النصب هي القراءة الصحيحة الثابتة، وقراءة الرفع قراءة شاذة قرأ بها: الحسن وابن محيصن. انظر: "معا ني القرآن" للزجاج 3/ 268، و"إعراب القرآن" للنحاس 2/ 265، و"مشكل إعراب القرآن" ص 437، و"القراءات الشاذة" ص 81.
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 268.
(¬3) ذكرته كتب التفسير بلا نسبة. انظر: "البحر المحيط" 6/ 97، و"الدر المصون" 7/ 440، و"التفسير الكبير" 21/ 78، و"روح المعاني" 18/ 204.
(¬4) البيت للأخطل. انظر: "ديوان" ص387، و"معاني القرآن" للأخفش 1/ 616، و"شرح القصائد السبع" لابن الأنباري ص 581.

الصفحة 524